هل يشعل ترامب حرباً بين إيران وتنظيم "الدولة" بسوريا؟ - It's Over 9000!

هل يشعل ترامب حرباً بين إيران وتنظيم "الدولة" بسوريا؟

بلدي نيوز – (ميرفت محمد)

انتهجت إيران سياسة تبرير تدخلها العسكري في سوريا والعراق بأنه عائد لمقاومة الإرهاب في تلك البلدان، وقد ظل النفوذ الإيراني في الملف السوري على وجه التحديد يتمدد تحت وطأة هذا التبرير.

الآن ونحن أمام عقوبات جديدة مفروضة على إيران من قبل إدارة الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) يطرح تساؤل حول إمكانية تمسك ولجوء إيران للعمل أكثر نحو محاربة (تنظيم الدولة) على الأراضي السورية في محاولة منها للإفلات من تبعات إدارة ترامب والظهور أمام العالم بأنها دولة مهمة في محاربة الإرهاب،  خاصة أن ترامب في أول تصريحاته حول سوريا عقب انتخابه رئيساً للولايات المتحدة قال "لدي  وجهة نظر مغايرة في سوريا، عبر تجنب الإطاحة بنظام الأسد والعمل من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية"، وقد كشفت مصادر إعلامية قبل يومين تأكيد مسؤول فرنسي على تركيز مسؤولين في الأمن القومي الأميركي في واشنطن على محاربة التنظيم، حيث قال لصحيفة (الحياة) اللندنية "إن الأولوية لدى واشنطن في سوريا هي إزالة تنظيم (الدولة الإسلامية)، و إخراج الإيرانيين و(حزب الله) منها".

الانكباب نحو شرعنة مقاومة الإرهاب

مما لا شك فيه أن التدخل العسكري الإيراني في سوريا عن طريق الحرس الثوري أو ميليشيا "حزب الله" أو دعم قوات الأسد لوجستياً، كان يتم تحت مبرر محاربة إرهاب الجماعات الإسلامية المسلحة وعلى رأسها (تنظيم الدولة).

ورغم أن هذا المبرر لن يتم استحداثه بناء على التهديدات الأمريكية الجديدة ضد إيران، إلا أن  أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس المصرية (أحمد لاشين) يتوقع مزيداً من التدخل العسكري الإيراني خلال الفترة القادمة بحجة نيل إيران لشرعية مقاومة الإرهاب أمام المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة، ثم بهدف الحصول على المزيد من تثبيت النفوذ أمام الرغبة الأمريكية في تقليص الدور الإيراني في المنطقة.

ويشير "لاشين" إلى أن حل الأزمة السورية سيظل مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالدور الإيراني سواء شاءت الإدارة الأمريكية ذلك أم لا، موضحًا لـ"بلدي نيوز": "ستضطر الإدارة الجديدة بقيادة ترامب أن تتفاعل مع النظام الإيراني إن أرادت حل القضية في سوريا"، ويشير لاشين إلى أن تشابه رؤية ترامب للأزمة السورية إلى حد ما مع وجهة النظر الإيرانية -خاصة فيما يتعلق ببقاء بشار الأسد لفترة مؤقتة على الأقل- قد تؤدي إلى تقارب على المدى الطويل بين إيران والولايات المتحدة، مستدركًا: "لكن العقوبات الجديدة سيكون لها تأثير على الساحة الإيرانية في الداخل، بإحراج واضح لإدارة روحاني أمام التيارات المتشددة التي عارضت الاتفاق النووي في بداياته، لذلك أتوقع أن تحدث مصادمات سياسية داخلية بين رموز النظام خلال الفترة القادمة، خاصة بعد غياب رافسنجاني الذي شكل دعماً قوياً لتوجهات الرئيس روحاني".

تهديد المصالح الأميركية

يؤكد أستاذ تاريخ الشرق الأوسط المعاصر (محجوب الزويري) على أن إيران في تحد حقيقي مع إدارة الرئيس الأميركي (دونالد ترامب)، تحد لم تكن ترغب فيه لا سيما بالنظر إلى الملفات الشائكة التي تزيد من التبعات السياسية والاقتصادية.

ويشدد "الزويري" على أن سلوك إيران سيكون أكثر عدائية نحو الولايات المتحدة وهذا يشمل التهديد للمصالح الأميركية، ويقول: "بالطبع هذا سيأخذ ربما بعض الوقت، باعتبار أن إيران تراهن على أن المؤسسة السياسية الأميركية قد تضبط إدارة ترامب".

ويوضح (الزويري) أن إدارة ترامب ستعمل على زيادة إرباك النظام الإيراني داخليًا وخارجيًا، خاصة فيما يتعلق بقضية الانتخابات الرئاسية التي من المزمع إجراؤها بعد ثلاثة أشهر، ويتوقع "الزويري" أن يكون رد إيران بالتدريج، بحيث تبدأ بخطاب إعلامي متشدد، يتم فيه التأكيد على أن الاتفاق النووي ليس مع أمريكا، بل أن هناك لاعبين آخرين يريدون أن يستمر الاتفاق، مضيفًا لـ"بلدي نيوز": "سيتلو ذلك محاولة بناء خطوط مع أوروبا لعزل واشنطن، وسيكون اللاعب المهم هو روسيا، ففي ظني أن روسيا ستسير في الإجراءات لأن هذا قد يهذب السلوك السياسي لإيران في سوريا"، ويعقب بالقول: "شخصيًا لا أستبعد تصعيداً كلامياً وربما إجراءات عسكرية أمنية محدودة".

محاربة (تنظيم الدولة).. ولكن!

بالرغم من مجموع التسريبات حول رغبة إدارة ترامب بإجبار إيران على الخروج من سوريا والعراق وتحجيم التمدد والطموحات الإيرانية التي تتوسع بشكل مرعب إلا أن المنسق العام لمنظمة التضامن من أجل سورية (محمد زكوان بعاج)  يرى أنه من الصعب توقع سياسة ترامب في هذه المرحلة نحو إيران وخاصة في سوريا.

وفي محاولته لاستقراء الوضع يقول بعاج: "لا أستبعد أن تكون مواجهة إيران في سوريا، فعمليًا إيران تسيطر على سوريا وساعدتها على ذلك روسيا، إلا أن الهدف الأمريكي ليس هو تحرير سوريا وإنما الضغط من أجل إبعاد إيران عن المنطقة وإخراجها نهائيًا كلاعب رئيسي وعنصر مؤثر وممول لجميع الأنظمة التابعة لها ولحليفها الروسي".

ويشدد (بعاج) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" على أن العقوبات الأمريكية المحتملة على إيران تأتي بهدف إجبار إيران على الدخول في الخيارات الأمريكية، وتابع القول: "الولايات المتحدة الأمريكية في عهد ترامب لا تريد شريكًا إيرانيًا في تقاسم المصالح وإنما عبدًا يقدم خدماته بالمجان مقابل دفع الإتاوات للحكم والسيطرة والهيمنة".

وفيما يتعلق بتوجهها نحو التحجج بمحاربة (تنظيم الدولة) يقول (بعاج): "إيران تقول بأنها تحارب تنظيم الدولة وعمليًا وجوده هو في مصلحتها فهو مبرر لتدخلها العسكري في سوريا والعراق، وهي لا تريد تصفيته نهائيًا لأن وجوده هو الشماعة التي تعتمد عليه في تصفية المقاومة"، ويتوقع (بعاج) أن تسارع إيران لتقديم خدماتها للرئيس ترامب، والإعلان عن المشاركة في تصفية (تنظيم الدولة).

بدائل إيران

"ستكون سوريا ساحة صراع مرة أخرى، وقد تدمر إيران دمشق إذا أجبرت على تركها"، بهذه الكلمات يقرأ الكاتب والسياسي السوري (كمال اللبواني) أثر واقع العقوبات الأمريكية على إيران، وذلك بالرغم من تشديده على أن تلك العقوبات لن تعيق التقدم والزحف الإيراني.

ويبرر "اللبواني" ذلك بالقول: "إيران اليوم تملك البدائل، وهو أمر أدركته وتوصلت له إدارة أوباما، وفضلت الخيار الآخر أي التعاون مع إيران"، مضيفًا: "ففي حال حاولت أمريكا التصدي لمشروع الهيمنة الإيراني في العراق وسوريا ولبنان فهي ستلعب بكل الأوراق التي بيدها، بما في ذلك زعزعة استقرار كل الدول في المنطقة".

وفي معرض رده على سؤال لـ"بلدي نيوز" حول إمكانية اندفاع أمريكا نحو حرب مع إيران، يجيب اللبواني: "ذلك ما يجب توقعه نتيجة الغطرسة الإيرانية وانزعاج إسرائيل من تحولها لدولة عظمى، أتوقع تشكيل حلف عربي أمريكي إسرائيلي يعمل على تقليص أدوار إيران"، ويوضح اللبواني أنه بالرغم من أن أولويات ترامب هي القضاء على (تنظيم الدولة) إلا أن العامل الحاسم في الحرب على إيران هو إسرائيل فإذا توصلت لحتمية الحرب معها سوف تستدرج ترامب وتحيد الحليف الروسي وستجند القدرات العربية في هذه الحرب، وهذا أمر –حسب اللبواني- متروك كله لسلوك إيران واستفزازاتها التي لا تتوقف أي أن هذا الخيار يعتمد على مقدار غطرسة إيران، ويتابع القول: "يبدو ذلك الآن في تصريحاتها وسلوكها وأخيرًا تجربتها الصاروخية التي وقتتها كرد على ترامب".

 

مقالات ذات صلة

جامعة الدول العربية" نتابع بقلق بالغ التطورات الميدانية في سوريا"

استنفار لميليشيات إيران في البوكمال بريف دير الزور

تركيا تنفي علاقتها بعملية "ردع العدوان"

آخر تحديث .. تطورات عملية "ردع العدوان" على قوات النظام شمال غرب سوريا

سيناتور أمريكي لفصائل المعارضة "فليكن الله معهم، ولسوريا الحرية"

تصريح تركي بشأن عملية "ردع العدوان"