بلدي نيوز - دمشق (محمد أنس)
يصف سكان مدينة دمشق بأنها تحولت إلى "سجن كبير"؛ فالحياة فيها أقرب إلى الأعمال الشاقة، والاحتياجات اليومية والشهرية، بحاجة إلى خمسة أضعاف المرتب الشهري، إضافة إلى الخوف الدائم من الاعتقال على حواجز النظام والميليشيات الطائفية المنتشرة بكثرة في شوارع وأزقة المدينة، والتي يبدأ إجرامها عند غياب الشمس في ظل انقطاع الكهرباء شبه الدائم.
يقول الناشط الميداني في دمشق، بلال الشامي إن "غياب شمس كل يوم في دمشق، هو نذير يعلن بدء اختفاء الحركة في الشوارع الدمشقية، وانتشار شبيحة المجموعات المسلحة الموالية للأسد على اختلاف انتماءاتها، وسط حالة من الظلام الدامس التي تغرق غالبية الأحياء، كما يبدأ شبيحة النظام بمجرد مغيب الشمس بزيادة التدقيق والتفتيش على وسائل النقل العامة والخاصة".
ويتابع "الشامي" بحدثيه لبلدي نيوز وصف الوضع بمدينة دمشق، بالقول "كما يجوب عناصر الميليشيات شوارع دمشق بواسطة الدراجات النارية والسيارات التي لا تحمل لوحات مرورية، وهم من يسرق المحال التجارية، وخاصة محال المواد الغذائية، باعتبار أن لا أحد غيرهم يجرؤ على الخروج في الليل، وتسجل السرقات ضد مجهول دوماً، الأمر الذي تسبب في إغلاق الكثير من المحلات التجارية بسبب عجز التجار الصغار عن تغطية الخسائر".
وتابع، "ساعات المساء تشتهر بأعمال التشليح العلني بقوة السلاح من قبل حواجز النظام وميليشياته، فيكون السؤال الأول لأي مواطن يمر من هذه الحواجز عن البطاقة الشخصية، والسؤال الثاني عن ورقة التأجيل العسكرية، إذا كان من هم في سن التجنيد، وبعد الاطلاع على الثبوتيات يأتي الدور عل تفتيش الجوال، وقد سجلات مئات عمليات (التشليح) للجولات خاصة إذا كانت ذكية على هذه الحواجز".
وأشار إلى أن سرقة السيارات المدنية نشطت بشكل كبير مؤخراً، وقد شهدت العديد من الأحياء السكنية (كفرسوسة، البرامكة، التجارة) وغيرها، عشرات حالات سرقة السيارات خلال ساعات الليل، خاصة في فترات انقطاع التيار الكهربائي، موضحا أن السرقات تقودها شبكات منظمة، حيث تعج دمشق بمئات السيارات التي لا تحمل لوحات مرورية وهي بالتأكيد سيارات مسروقة ومع ذلك لا يتم حجزها أو توقفيها ما يدلل على أن هذه الشبكات تلقى الدعم من أجهزة النظام.
بدوره، الشاب "عبد الباسط"،وهو طالب جامعي من ريف دمشق يسكن العاصمة، قال لبلدي نيوز "عندما يكون لدينا دواما مسائيا في جامعة دمشق، في غالب الأوقات تكون المحاضرات التعليمية الأخيرة ملغاة بالنسبة لجميع الطلاب، حيث يقوم غالبية الطلاب الشبان بإقرار عدم حضور المحاضرة لتأمين حياتهم من الاعتقال، حيث أن أعمال الاعتقال التعسفي تنشط خلال ساعات الغروب، ولا تميز بين شاب أو رجل مسن".