واشنطن بوست: الأكراد ينشرون أيديولوجيا "أوجلان" بصفوف العرب في سوريا - It's Over 9000!

واشنطن بوست: الأكراد ينشرون أيديولوجيا "أوجلان" بصفوف العرب في سوريا

بلدي نيوز – (متابعات) 
قالت صحيفة واشنطن بوست، إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "ب ي د" يستغل الدعم الأمريكي، لنشر ثقافة عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني بين المجندين العرب في صفوفه شمال سوريا.
وأضافت الصحيفة في تقريرها، "ينتمي معظم هؤلاء المجندين إلى القرى المحيطة بما يُزعم أنها عاصمة الدولة الإسلامية، الرقة، ويُتوقَّع أن يُرسل هؤلاء المجندين إلى ميدان المعركة على هذه المدينة ذات الغالبية العربية، والتي تشكِّل اليوم هدفاً رئيساً للمجهود العسكري الأمريكي في سوريا"، حسب ما ترجم موقع الرقة بوست.
وأشارت إلى أن المعلمين الأكراد يشددون على أنه "يجب على هؤلاء المجندين العرب أن يتعلموا ويعتنقوا أولاً أيديولوجيا عبدالله أوجلان"، وهو قائد كردي مسجون في تركيا صنفت واشنطن وأنقرة جماعته بمنظمةً إرهابيةً.
ويوضح التقرير حالة التعقيد في الحرب بسوريا، "حيث أصبحت حركة كردية تعتنق أيديولوجيا مختلفة عن السياسة الأمريكية المُقرة الحليف الأقرب في مواجهة المتطرفين.
وحدات حماية الشعب، أو ي بي جي، هي الجناح العسكري للحركة السياسية التي تحكم شمال شرق سورية طوال السنوات الأربع ونصف الماضية ساعية إلى تطبيق رؤى أوجلان المستمدة من الماركسية على المناطق ذات الغالبية الكردية التي أخلتها الحكومة السورية أثناء الحرب.
وخلال العامين الأخيرين، صاغت وحدات حماية الشعب علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، مستولية بصورة منتظمة على أراض من الدولة الإسلامية بمساعدة غارات جوية من الولايات المتحدة وعون عسكري وخبرة مئات المستشارين العسكريين الأمريكيين".

وتنوه إلى أن "الانتصاراتُ المقاتلين الأكراد بعيداً خارج مناطق كردية تقليدياً، نحو أراض مأهولة بأغلبية عربية ساحقة، مهددة لا باستثارة عداوات عرقيِّة قد تستمر طويلاً وحسب بل بصراع واسع أيضاً، إضافة إلى أن تركيا، التي تنظر إلى وحدات حماية الشعب بوصفها فرعاً من حزب العمال الكردستاني الأوجلاني، بي كي كي، غاضبة من المساعدة العسكرية الأمريكية للأكراد السوريين، وطالبت في هذا الشهر الرئيس المُنتخب دونالد ترامب بوقف المساعدات للميليشيا عندما يتولى منصبه.
وتقول الصحيفة إنه بغية التخفيف من المخاوف التركية وتلافي التوترات بين العرب والأكراد، تنقل الولايات المتحدة الأسلحة والذخائر إلى تنظيم مظلة يُسمى قوات سورية الديمقراطية، التي تشمل مقاتلين عرب وأكراد على حد سواء.
ويقول الجيش الأمريكي أن الهدف من قوات سورية الديمقراطية هو بناء قوة عربية قادرة على الاستيلاء والحفاظ على مدن عربية مثل الرقة، وتالياً التمويه على نفوذ المقاتلين الأكراد.
وقد امتنع مسؤولون ومستشارون عسكريون أمريكيون في سورية عن مناقشة التدريب المُقدَّم إلى المجندين العرب في قوات سورية الديمقراطية. لكنهم قالوا إنهم لم يعرفوا أن المجندين العرب يتلقون دروساً في النظرية السياسية الكردية قبل التدريب العسكري الأمريكي لهم، حسب الصحيفة.
ويقول مستشار عسكري أمريكي في سوريا، - رفض الكشف عن هويته أو رتبته العسكرية- نحن لا نعرف ما الذي يحدث لهم قبل أن يأتوا إلينا"، لكن مسؤولون أمريكيون يعترفون أن واقعة أن الأكراد يشكلون ثلاثة أرباع تحالف قوات سورية الديمقراطية وأنهم يقودون القتال على خطوط جبهات القتال تجعل منهم أكبر المنتفعين من المساعدات العسكرية الأمريكية.
وتقول ماريا فانتابي من مجموعة الأزمات الدولية: "إن الدعم العسكري عزز ثقة قوات حماية الشعب في التحرك خارج المناطق المأهولة كردياً، ونمَّى طموحاتها حتى إلى خارج سورية. ولهذا مضاعفات سياسية هائلة لا على سورية فحسب، بل على البلدان المجاورة أيضاً".
وتتابع واشنطن بوست، في زيارة نادرة لصحفيين أجانب إلى شمال سورية، كان الأكراد تواقين إلى شرح نظرية أوجلان السياسية، وهي خليط من الماركسية والأحلام الطوباوية ليساري أمريكي مُتوفى من فيرمونت اسمه موراي بوكشن.
وتهدف هذه النظرية إلى إبطال الدول وإلغاء الحاجة إلى حكومات عبر جعل المجتمعات مسؤولة عن شؤونها الخاصة، وتُشدد النظرية، التي يُشار إليها على نحو غامض بعض الشيء كـ"فيدرالية ديمقراطية" أو "الأمة الديمقراطية"، بقوة على المساواتية وحقوق النساء والرفق بالحيوان.
وتلفت الصحيفة، إلى أنه "يجري الآن تعديل هذه النظرية بحسب ظروف سوريا، بمزيجها المتنوع من العرب والأكراد والمسيحيين والعلويين والتركمان وغيرهم، بعد أن كان أوجلان قد تخيلها أصلاً بوصفها طريقة لتحقيق صورة من صور استقلال الأكراد الأتراك".
ويتساءل محللون ومعارضون لقوات حماية الشعب كيف تكون أيديولوجيا هذه الجماعة ديمقراطية أو مساواتية بالفعل، فصور أوجلان معلقة في ساحات البلدة وفي المكاتب العامة بالطريقة ذاتها التي تهيمن صور الأسد على مناطق سيطرة الحكومة.

وتشدد الصحيفة إلى أنه مع أن مجلساً منتخباً يدير الشؤون اليومية في المجتمعات المحلية، فإن السلطة الفعلية يديرها قادة عسكريون في الظل كانوا قد قاتلوا في صفوف البي كي كي في تركيا، كما تقول رنا خلف التي وضعت تقريراً حول الحكم الكردي في سورية لصالح مؤسسة شاتام هاوس Chatham House ومقرها لندن. وتقول: "في الممارسة، هم تسلطيون مثل الآخرين". فالأكراد الذين أيدوا أحزاب كردية معارضة لوحدات حماية الشعب سُجنوا أو دُفعوا إلى المنفى.
كما تشمل قائمة مَنْ استهدفتهم قوات حماية الشعب أشخاص مؤيدين للتيار العريض في المعارضة السورية، بحسب ما أفاد ناشط من بلدة منبج العربية، التي استولت عليها وحدات حماية الشعب وقوات سورية الديمقراطية في شهر آب الماضي. وكان الناشط قد شن حملة على كل من الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب، ولهذا فإن الميليشيا الكردية تريده أن يسلم نفسه، حسب قوله.
وكتكتيك للضغط عليه، فإن وحدات حماية الشعب تحتجز شقيقه الذي لا يعمل في السياسة، بحسب الناشط الذي يعيش في مكان ما في سورية وتحدث إلينا شريطة إخفاء اسمه لخشيته على سلامة شقيقه.
تناقضات محتملة
وتقدم الصحيفة مدينة منبج كمثال عن التناقضات المحتملة لتحالف الولايات المتحدة مع الأكراد السوريين، فالجيش الأمريكي يدعم صمود البلدة الواقعة في محافظة حلب السورية كنموذج عن تسليم ناجح للسلطة من الأكراد إلى العرب بعد تخليص المنطقة من سيطرة تنظيم "الدولة".
إلَّا أن العرب الذين يديرون منبج مشايعون لأيديولوجيا وحدات حماية الشعب ما يجعل منهم غير متمايزين عن هذه القوة الكردية بالنسبة لتركيا وبالنسبة للسكان المحليين أيضاً بحسب آرون ستاين من المجلس الأطلنطي ومقره واشنطن/ فالقوة العربية في منبج مسنودة من قبل وحدات حماية الشعب كانت قد خاضت في وقت سابق معارك ضد الثوار العرب المسنودين من تركيا في ريف منبج، وتركيا تهدد بشن هجوم للاستيلاء على البلدة.
وفي حفل تخرج جرى حديثاً لـ 250 مجندا عربيا كانوا قد أتموا تدربهم مع الجيش الأمريكي بالقرب من منبج أُخبر هؤلاء المجندين المقولبون حديثاً أنهم لن يُرسلوا إلى خطوط الجبهة في الرقة بل إلى حلب ليقاتلوا الثوار المدعومين من تركيا، حليف الولايات المتحدة في الناتو.

مقالات ذات صلة

جامعة الدول العربية" نتابع بقلق بالغ التطورات الميدانية في سوريا"

استنفار لميليشيات إيران في البوكمال بريف دير الزور

تركيا تنفي علاقتها بعملية "ردع العدوان"

آخر تحديث .. تطورات عملية "ردع العدوان" على قوات النظام شمال غرب سوريا

تصريح تركي بشأن عملية "ردع العدوان"

زاخاروفا"موسكو تدعم سوريا وشعبها والحفاظ على استقلالها وسيادتها"