هل سيشارك الشعب السوري في تقرير مصيره؟ - It's Over 9000!

هل سيشارك الشعب السوري في تقرير مصيره؟

بلدي نيوز – (منى علي)
انفردت المعارضات السياسية والعسكرية المتنوعة - والتابعة غالبا لأجندات الدول الداعمة- بتقرير مصير الثورة السورية، وبعد خسارة حلب اتسعت الهوة بين الشارع الثوري والفصائل والمعارضات، فلم تلقَ دعوات الاتحاد قبولا ولا أذناً واعية، بينما جمع الداعم غالبية الفصائل على طاولة واحدة وربما يسيّرهم في الاتجاه الذي يريد، حيث ظهرت قبل "أستانا" أصوات عسكرية وسياسية تمهد لما يشبه الاستسلام وتلمع الدور الروسي على اعتباره شريكا في الحل وضامناً له، فيما يعتبره الشارع الثوري عدواً هو الأسوأ والأكثر تنكيلاً، وهو الذي قاد سوريا إلى هذا المصير بمساندته نظام الأسد ومنع سقوطه، كما صرح مؤخراً وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي قال إنه لولا تدخل موسكو لسقطت دمشق في غضون أسبوعين.

ومع أن المزاج الثوري يميل على عدم التعاطي الجدي مع مؤتمر "أستانا" المزمع، ولا يعول عليه ضمن المعطيات المطروحة، إلا أن كثيرا من الفصائل العسكرية الفاعلة، وهيئة المفاوضات، قد اتخذت قرارها بالمشاركة، على الرغم من الفشل الذريع لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تعهدت ذات الدول الداعية للمؤتمر بصونه وضمانته، ما يبعث على القلق العميق لدى الشارع الثوري على مصير ثورته، ويطرح سؤالاً ملحاً عن موقف هذه المعارضات من الشارع الذي دفع كل الأثمان، والذي سلم رقبته لهذه المعارضات والفصائل وشكل لها حاضنة أعطتها شرعية وجودها؟.. وهل من دور محتمل للشارع الثوري في حاضر سوريا أو مستقبلها؟..

عضو الائتلاف الوطني، الناشط السياسي د.محمد الدغيم، يجيب على مجمل هذه التساؤلات بالقول: "إن خسارة حلب وضعتنا أمام تساؤلات واستحقاقات عدة من أهمها:
- ارتهان القرار العسكري والميداني للفصائل من قبل الداعمين وعجز القيادات عن تغيير الواقع وتنفيذ مطالب الحاضنة الثورية بفتح جبهات جديدة في مناطق أكثر نكاية بالنظام وحلفائه.
-ضعف القيادة السياسية للمعارضة ممثلة بالائتلاف بالدرجة الأولى وغيرها من المؤسسات الفاعلة كالمجلس الإسلامي وذلك لممالأتها للفصائل وعجزها عن اتخاذ قرارات جريئة بحق المتخاذلين من الفصائل وتعريته أمام الحاضنة الشعبية.
-الفجوة الواسعة بين القيادات العسكرية والسياسة والحاضنة الثورية بسبب ارتهان هذه القيادات للخارج وعدم مواكبتها للحدث وتفاعلها مع المطالب اليومية للشعب والسماع له كما هو حالها في حال تم دعوتها من جهات أخرى".
وحول دور مؤتمر أستانة في زيادة الشرخ قال عضو الائتلاف "الدغيم": "إن حالة الانفصام بين القيادة والحاضنة الثورية تجلت بصورة كبيرة في دعوة أستانة الأخيرة حيث اتخذت الفصائل المهزومة في حلب قرارها دون الرجوع إلى مؤسسات المجتمع المدني وقياداته السياسية بغض النظر عن مآخذنا عنه". 

وأضاف: "تحاول روسيا إظهار فوزها في سوريا والاحتفال بانتصارها من خلال الإظهار للعالم بان تدخلها في سوريا كان ذا جدوى وقد حققت ما عجز عنه الآخرون كالأمريكان والأوربيين في إيقاف إطلاق النار، وثانياً روسيا كانت ومازالت مصممة على عدم الاعتراف بالائتلاف ممثلاً سياسياً شرعيا ووحيداً للثورة السورية كما ورفضت الاعتراف بالهيئة العليا للمفاوضات ولذلك فإنها تريد من أستانة أن تكون منصة سياسية جديدة تحوي أطراف عدة مثل (القاهرة-حميميم - موسكو) تكون هي من تقود المفاوضات في جنيف القادمة مما يعني ذلك أنها أضعفت من رصيد المعارضة الحقيقية بشكل كبير إن لم نقل إنها بمثابة النعي الأخير لها في حال نجحت روسيا فيما تصبو إليه".

مقالات ذات صلة

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

لمناقشة العملية السياسية في سوريا.. "هيئة التفاوض" تلتقي مسعود البرازاني

"رجال الكرامة" تعلن إحباط محاولة لتصفية قاداتها

تقرير يوثق مقتل 27 شخصا خلال تشرين الأول الماضي في درعا

إسرائيل تعلن اعتراض "مسيرة" انطلقت من الأراضي السورية