(الغارديان)
بلدي نيوز - ترجمة (مي قباني)
يرفض والدا فاديم كوستينكو "المثبت كأول خسارة عسكرية روسية على الأرض السورية" الرواية الرسمية التي تدل على قتل ابنهم لنفسه في القاعدة الجوية.
عائلة أول ضحية عسكرية روسية مؤكدة خلال عملية موسكو في سوريا قالوا أنهم يشككون في الادعاءات الرسمية التي تقول أنه قتل نفسه.
(فاديم كوستينكو)، البالغ من العمر 19 عاماً، والذي يخدم في القوات الجوية، توفي في القاعدة الجوية الروسية قرب اللاذقية، يوم السبت الفائت.
حيث قال والداه أنهما أبلغا بالخبر من قبل قائده المباشر، الذي جاء شخصياً ليخبرهم بأن ابنهم قد شنق نفسه.
وأكد مصدر في وزارة الدفاع خبر الوفاة لإحدى وكالات الأخبار الروسية "وكالة أنترفاكس"، مدعياً أن الجندي "قد قتل نفسه".
وقال المصدر للوكالة "انتحر الجندي (تقني متطوع) المتمركز في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، بينما كان يستريح بعد أداءه واجبه"، وأكمل "وفقاً للمعلومات الأولية، وبخاصة تحليل الرسائل النصية في هاتفه، السبب في وفاة الجندي هو مشاكل في علاقاته الشخصية مع فتاة ما".
والدة كوستينكو سفيتلانا قالت لوكالة رويترز من منزلها في جنوب روسيا "لن أصدق هذه القصة أبداً"، وأكملت "لقد تحدثنا يومياً عبر الهاتف لمدة نصف ساعة، وفي يوم السبت، كان مبتهجاً وسعيداً وقد ضحك".
كوستينكو هو أول حالة وفاة مؤكدة منذ بدأت العملية الروسية في سوريا قبل شهر.
أُبلغ عن أول حالة وفاة في مشاركة على مدونة من قبل "فريق الاستخبارات الخاص بالصراع"، وهم مجموعة من المحللين الذين يبحثون في الشبكات الاجتماعية وشبكات المعلومات المفتوحة، ليحصلوا على أدلة تظهر تحركات عسكرية روسية في أوكرانيا وسوريا.
وجدت هذه المجموعة بعض المشاركات على إحدى الشبكات الاجتماعية الروسية، حيث كان أصدقاء وأقارب كوستينكو ينعون وفاته.
الصفحة الشخصية للجندي، وصفحة صديقته، كانتا ممتلئتين بصور مشتركة لهما وبالعديد من تعليقات المحبة على مدى الأسابيع الأخيرة.
وقالت عائلة كوستينكو لشبكة رويترز أنه كان سعيداً مع صديقته ويخطط أن يتزوجها.
وقال والداه أنه وقع "عقد تطوع" في 20 حزيران، وأرسل إلى سوريا في 14 من أيلول، قبل أسبوعين من بدء الضربات الجوية الروسية.
خدم كوستينكو على ما يبدو في الفوج 960 ( فوج دعم جوي قريب)، ومقره في منطقة كراسنودار الجنوبية حيث تعيش أسرته.
وكما قال"فريق الاستخبارات الخاص بالصراع" أن الطائرات المقاتلة العاملة في سوريا هي من نفس الفوج.
ونقلت صحيفة "الوول ستريت جورنال" عن مصدر من وكالة الدفاع الروسية، يوم السبت، أن جندياً قتل في سوريا، بسبب سوء تعامله مع الأسلحة، لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا كوستينكو.
كما لاحظ فريق الاستخبارات الخاص بالصراع أيضاً تقاريراً من نشطاء سوريين خلال نهاية الأسبوع، ادعوا رؤية دخان يتصاعد من القاعدة الجوية الروسية.
مسؤولون روس وعدد من أفراد الجيش حموا المعلومات حول نشر القوات الروسية في أوكرانيا خلال الصراع في شرق البلاد، وأصروا عندما ألقي القبض عليهم على أن الجنود أما قد ضاعوا أو لم يكونوا في الخدمة الفعلية.
وكانت جنازات الجنود الروس تشيع بسرية، وأولئك الذين يحاولون التحقيق في الوفاة كانوا يتعرضون للتهديد.
استبعد فلاديمير بوتين مراراً استخدام القوات البرية في الصراع السوري، بينما تدعم العملية الجوية حالياً بنسبة 72٪ من الروس، و أظهرت دراسة حديثة، مدعومة من قبل الدولة تقارير تلفزيونية تبين المخاطر التي يمكن للدولة الإسلامية أن تشكلها لروسيا في المستقبل.
ولكن مع ذكريات عن الحملة السوفييتية الكارثية في أفغانستان، التي ماتزال في عقول الناس، يدرك صناع القرار أن الدعم يمكن أن يتناقص إذا بدأ الجنود الروس بالعودة إلى الوطن في أكياس للجثث.