بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
قال العميد "أمير علي حاجي زاده"، اليوم الخميس، إن إيران انتصرت في حلب على عدة قوى مجتمعة، زاعما أن ميليشيات بلاده تمكنت عبر الوحدة من هزيمة تحالف تركيا والأردن والغرب.
وجدد موقف طهران المساند لنظام الأسد، خلال إحياء مراسم ذكرى ما يسمى ب"شهداء الحرس الثوري في محافظة فارس"، وتهكم من مغادرة أوباما للبيت الأبيض وبقاء بشار الأسد، وقال "أوباما سيغادر البيت الابيض بعد عدة أيام والرئيس الاسد لايزال في مكانه.. بشار الأسد مقاوم ونحن ندعمه".
وفي سياق متصل، رفضت إيران الدعوات التركية للضغط على نظام الأسد والمليشيات الشيعية لوقف خروق اتفاق وقف إطلاق النار، في حين تسعى أنقرة لفرض عقوبات على من يخرقون الاتفاق، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن التصريحات "غير البناءة" للمسؤولين الأتراك تؤدي فقط إلى المزيد من تعقيد الظروف وزيادة المشاكل بوجه الحل السياسي في سوريا، حسب قوله.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال، أمس الأربعاء، إن بلاده تعمل مع روسيا من أجل فرض عقوبات على من ينتهك وقف إطلاق النار في سوريا، مشيرا إلى أن قوات النظام والميليشيات الشيعية هي من تنتهك الاتفاق، ما يهدد المفاوضات المرتقب عقدها بالعاصمة الكازاخية أستانة بين المعارضة والنظام.
ودعا أوغلو، روسيا إلى القيام بواجباتها وإظهار ثقلها بالضغط على نظام الأسد والمليشيات الشيعية، وذلك بما يمليه عليها ضمانها لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقد رد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي على أوغلو قائلاً "الجميع في هذا العالم يدرك أن أي دولة تدخل أراضي أي دولة أخرى خارج إطار القانون الدولي فإن ذلك يعتبر احتلالاً وتجاوزاً"، في إشارة إلى عملية درع الفرات المدعومة من تركيا ضد تنظيم "الدولة" شمال سوريا، حسب وكالة تنسيم الإيرانية.
واعتبر برروجردي من دمشق عقب لقائه رئيسة مجلس الشعب في نظام الأسد، أن وجود إيران وميليشيا حزب الله مختلف، وقال "وجودنا في سوريا على مستوى المستشارين وأيضاً حزب الله على مستوى المستشارين، فإن هذا الأمر يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية وبطلب منها"، مشددا على أن "الأطراف الذين يجب عليهم ترك سوريا هم الذين دخلوها من دون إذن ومن دون تنسيق مع الدولة السورية".
ونشرت صحيفة فايننشال تايمز تقريرا عن المقاتلين الأجانب الشيعة الذين قدموا إلى سوريا خلال الأعوام الخمسة الماضية لتعزيز حكم بشار الأسد، قائلة إنهم جزء من مليشيا شيعية كبيرة تقف وراءها إيران وتحارب بدوافع أيديولوجية للهيمنة الإقليمية ضد الدول السنية المنافسة.
وقدرت صحفية فايننشال تايمز البريطانية في تقرير لها، عدد المقاتلين الشيعة في سوريا بما يتراوح بين 15500 و25000، مشيرة إلى أن نحو 5000 منهم يوجدون في حلب.
وذكر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارض أن الحرس الثوري الإيراني أقام مقر قيادة رئيسيا له قرب مدينة حلب، ويطلق الإيرانيون عليه "معسكر السيدة رقية".
وتابع المجلس أن قائد قوات الحرس الإيراني في حلب العميد سيد جواد غفاري يشرف على المعسكر، وكان غفاري وهو من القادة الذين شاركوا، قد تولى القيادة العسكرية في حلب والشمال السوري قبل ثلاث سنوات.
وقد لقي أكثر من ألف إيراني مصرعهم في المعارك التي تجري على الأرض السورية، حسب ما أكد رئيس مؤسسة "الشهداء وقدامى المحاربين" الإيرانية محمد علي شهيدي محلاتي أن عدد القتلى الإيرانيين في سوريا تجاوز الألف منذ تدخل إيران عسكريا في الصراع الدائر هناك، ما يدل على حجم المشاركة الإيرانية العسكرية الكبيرة في سوريا.
في السياق، قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن تركيا وإيران تتجهان نحو التصادم بسبب انخراطهما في الصراعات الطائفية العميقة في العراق وسوريا، بوصفهما أكبر قوتين تمثلان السنة والشيعة في المنطقة، حسب ما نقل "الجزيرة نت".
واعتبرت الصحيفة، أن التنافس بين أنقرة وطهران تكرار لصراع قديم بينهما يعود إلى عصر الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية للسيطرة على بلاد الرافدين المعروفة اليوم باسم العراق وسوريا، ومع أن الندية بينهما بقيت إلى ما بعد تحولهما إلى دولتين قوميتين، فإن كلاً من تركيا وإيران تمكنتا من المحافظة على السلم بينهما قرابة مئتي عام.