بلدي نيوز – (عبدالعزيز الخليفة)
عرض مندوب نظام بشار الأسد في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي عقدت أمس الثلاثاء، صورة ادعى أنها لجندي سوري جالس على ركبتيه ويديه لمساعدة امرأة نازحة تحاول النزول من شاحنة.
وكذب الجعفري خلال دفاعه عن قوات النظام وقال، إنه سوف يظهر بعض الصور التي توضح دور "الجيش السوري" في حلب، وأبرز صورة قائلاً إنها لجندي سوري جعل من ظهره جسراً لتعبر عليه امرأة نزحت من أحياء حلب الشرقية.
إلا أن الصورة التي أبرزها الجعفري وحال تضليل مجلس الأمن بها في الحقيقة تم نشرها قبل في حزيران/يونيو الماضي، وتعود لمقاتل في ميليشيا "الحشد الشعبي" العراقية، ويساعد المقاتل الظاهر في الصورة امرأة من الفلوجة في النزول من الشاحنة.
وقال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة خلال كلمته في جلسة مجلس الأمن التي دعت إليها فرنسا، إن المنظمة تلقت "تقارير فظيعة" عن معاناة المدنيين في حلب، مؤكدا أن على الجميع أن يفعل كل ما في وسعه لوقف المذبحة الحاصلة هناك.
وأضاف "في الأيام والساعات الأخيرة لا نشهد فيما يبدو سوى جهد شامل من جانب الحكومة السورية وحلفائها لإنهاء الصراع الداخلي في البلد، من خلال انتصار عسكري شامل لا هوادة فيه".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة سلطات النظام وحلفائها إلى الالتزام بالقانون الدولي الذي يحمي المدنيين، والسماح بخروج من بقي في حلب وتوزيع المواد الإغاثية والغذائية، معتبرا أن ما يحدث هناك "شيء غير مقبول".
من جانبه، أكد سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر، أن الأوضاع في حلب لا تزال مأساوية، مشيرا إلى تقارير أفادت بإعدام كثير من المدنيين والاستمرار في أعمال القصف والتدمير، وإحراق المدنيين الأحياء، حيث تملأ الجثث شوارع تلك المنطقة في شرق حلب.
واعتبر ديلاتر أن "هذه الطرق البربرية لنظام الأسد وهذا القصف والتقتيل الذي لحق بالمدنيين في سوريا أمر غير مقبول"، محذرا من أن الأمور قد تصل إلى أبعد مما هي عليه الآن.
بدوره، اعتبر سفير بريطانيا في الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت أن ما يجري في حلب هو "يوم مظلم"، مطالبا روسيا وإيران باحترام قواعد الحرب، واحترام الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وأكد ريكروفت، أن سقوط حلب لا يعني انتصار الأسد، وقال "كيف يتوقع الأسد أن يحكم بلدا دمرها بهذه الطريقة؟ وأن تكون البلاد موحدة وقد دمرها بهذه الطريقة".
وفي كلمتها أمام المجلس، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور إن نظام الأسد وروسيا وإيران يخفون كثيرا من الحقائق في حلب، وتساءلت "ألا يشعركم ما تفعلونه في حلب بالخزي والعار؟"، ودعت باور نظام الأسد وروسيا بالسماح للمدنيين بالمغادرة من حلب، وقالت "نخشى أن يقوموا بإعدامهم حال خروجهم".
وكانت شهدت مدينة حلب خلال الأسابيع القليلة الماضية حملة تصعيد عنيفة من القصف الجوي والمدفعي من قبل القوات الروسية وقوات النظام، تزامنت مع تقدم عسكري كبير لقوات النظام وحلفائها ضمن الأحياء المحررة، أسفرت عن استشهاد المئات من المدنيين وتدمير البنية التحتية الخدمية بشكل كامل بالأحياء المحاصرة، ومحاصرة نحو 100 ألف مدني في بقعة جغرافية صغيرة ضمن عدة أحياء.