بلدي نيوز: دمشق (حسام محمد)
حصار الأسد والروس والإيرانيين لحلب اليوم، وقصفها بشتى أنواع الأسلحة، بما فيها أسلحة "النزوح والتهجير"، هو تكرار متطابق لما حصل في داريا بريف دمشق الغربي، خلال الأشهر الأخيرة، عندما كانت داريا تأن وحدها، وتتلقى البراميل وحدها، وتهدم بيوت المدنيين فوق رؤوسهم، لينتهي المطاف بخسارة داريا وتوالي عمليات التهجير في ريف دمشق، وذات المشاهد تتكرر اليوم في حلب.
الناشط الإعلامي المنحدر من داريا، والمهجر إلى الشمال السوري (أيهم محمد) قال لبلدي نيوز: "أوجه الشبه كثيرة بين نصرة حلب اليوم، ونصرة داريا بالأمس، فكلاهما حصل على بيانات تضامن من كبرى الفصائل الثورية، وكلاهما كان يعاني وبقية الفصائل تنقسم أكثر فأكثر وتوالي الصراعات والاقتتال الداخلي فيما بينها، في حين كانت داريا بالأمس وحلب اليوم بأمس الحاجة لمن ينصرها.
حلب تصمد، حلب تقاوم، ولكن ما مدى طاقة صبر أهلها على ذلك، وكما تتلقى حلب البراميل والفراغي والتهجير، يتلقى مقاتلوها وأهلها تصريحات واهية من بقية الكتائب الثورية، تصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع.
وأضاف (محمد): "حصار حلب اليوم، يذكرنا بالأيام الصعبة التي عشناها في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ونحن لا نملك لا الطعام ولا الدواء، وسط نقص شديد وحاد في كل شيء، وتزامناً مع قصف شديد تتعرض له المنطقة ضمن سياسة الأرض المحروقة والإبادة التامة لكل شيء داخل الأحياء.
وتابع (محمد): "ما مناظر الجثث التي وصلت صعوبة المرحلة لندفنهم ليلاً، ودون إضاءة وفي أي لحظة يمكن أن يأتي من يدفننا معهم، وبكاء الأطفال وحزن النساء وعجز الرجال عن تغير حال الواقع المرير، وحالها كحال الأوراق المبلولة بعرض البحر بالية لا قيمة لها دون توحد فعلي يجمع الفصائل، وينسف الأسماء وينسف الرايات التي فرقتنا والتي هي من أكبر أسباب سقوط المدن السورية بالتتالي" .
أين كتائب الثوار؟
حلب اليوم تستنزف، وخسارتها دون أدنى شك، سترتد إيجاباً على الروس والأسد وحلفائهم، وستكون نتائجها سلبية كبيرة على الثورة السورية، ولكن بحسب الناشط الميداني في إدلب (أبو محمد الأدلبي)، ما زالت كتائب الثوار غير واعية لتداعيات تهاوي الأوضاع في حلب.
(الإدلبي) اعتبر أن الجبهات النائمة والمبعدة عن المواجهات أحد أهم الأسباب لما يجري في حلب، فلو فتح الثوار جبهات عدة، لكان الأسد انهار وعاد للدفاع، ولكن الجبهات النائمة جعلت النظام يجمع قواته في حلب، ليستفرد بأهلها، رغم علم كافة الفصائل بأن الدور قادم عليهم، ومن لم ينصر حلب اليوم، لن يجد من ينصره بالغد.