بلدي نيوز – (منى علي)
بإرادة نظام الأسد الذي باع البلاد للمحتل الإيراني والروسي، أو بمعزل عن إرادته، صار واضحاً للمبصر والأعمى أن دمشق (عاصمة الأمويين) ترزح تحت حكم المحتل الإيراني، يسيطر على مفاصلها عسكريا وسياسيا وإداريا، واضعاً في الواجهة نظام (ابن العلقمي) كي يكون كل شيء موقعاً وممهوراً بختم "السيادة الوطنية"!.
الحريق الكارثي الذي دمر محال تجارية تاريخية أمس الجمعة في سوق العصرونية بقلب دمشق القديمة، لا يخرج عن سياق السيطرة والتدمير والتهجير، تهجير الواقع من أجل تغيير التاريخ والمستقبل.
فقد قال ناشطون وتجار دمشقيون إن حريقا شب فجر الخميس/الجمعة، أتى على 10 محال تجارية على الأقل ومستودعين كبيرين في سوق العصرونية التاريخي الذي يعتبر امتداداً لسوق الحميدية، أبرز معالم دمشق التجارية.
ماس كهربائي أم حريق إيراني؟
وكالعادة فقد برر نظام الأسد الحريق "بماس كهربائي"، وهو ما نفاه أصحاب المحال ومراقبون بشدة، ناسبين الجريمة للعدو الأخطر (إيران) الذي يحاول طمس معالم المدينة التاريخية وتحويل مساراتها السياسية والتاريخية كذلك.
وهو ما ذهب إليه الباحث والمفكر "سامر اسلامبولي"، حيث رأى أن "ما يحصل من حرائق في سور دمشق والمسجد الأموي ومحلاتها التجارية هو لطمس المعالم التاريخية والثقافية لحكم بني أمية - بصرف النظر عن تقويم الأمويين- والانتقام التاريخي منهم حسب تصور الشيعة ومبرراتهم، والتمهيد لنشر التشيع الفارسي في المنطقة وتشييد الحوزات والسيطرة على مفاصل الدولة"، وأضاف في حديث خاص لبلدي نيوز أن "هذا يحصل بإرادة إيرانية وصمت عالمي؛ بل بمباركة عالمية رخيصة وغبية وتواطؤ السلطة السورية (نظام الأسد) العميلة التي باعت الوطن والشعب والتاريخ وتنازلت عن الثقافة فقط من أجل الحفاظ على كرسي السلطة".
ليس الحريق الأول
يبدو أن إيران وعملاءها أدركوا أن افتعال الحرائق وتدمير القيمة التاريخية لهذه الأسواق، هو السبيل الأجدى لإجبار أصحابها على الاقتناع بعدم جدوى المقاومة والتمسك بإرثهم الشخصي والتاريخي، فقبل هذه الجريمة، عمدت ميلشيات تابعة للاحتلال الإيراني لافتعال حريق كان أضخم وأدهى في صباح يوم السبت 23/4/2016 حيث اندلع حريق كبير يعتبر من أضخم الحرائق التي أصابت دمشق على مدى سنوات، استمر الحريق لمدة سبع ساعات متواصلة نجم عنه أضرار ماديّة كبيرة، حيث التهمت النيران أكثر من 100 محل تجاري.
كما أن المحتل الإيراني يلجأ لطرق أخرى لا تقل وحشية عن الحرق بالنار، منها الاستيلاء على منازل المعارضين والمُهجرين، وفرض حصار مطبق ومطلق على أحياء وبلدات بأسرها، كما يحصل في مدن وبلدات "سوار دمشق"، تحت شعار يعلمه العالم (الجوع أو الركوع) والذي يعتبر جريمة حرب كاملة الأركان وفق القانون الدولي، ذلك القانون الذي حفظه السوريون لكثرة ما ردّده وعدّده المسؤولون الأمميون، الذين بقوا في صف المتفرجين على الحريق، وفي أحسن الأحوال اكتفوا "بالندب واللطم" على أمة تباد مع تاريخها، وهو ما لم يفلح في دمشق، التي نسي التاريخ غزاتها أو ذكرهم من خلال صمودها وتجاوزها لهم.