فورين بوليسي - (ترجمة بلدي نيوز)
شرح الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في الأسبوع الماضي، موقفه من الأزمة السورية. وأوضح أنه ينوي تصعيد الحرب على تنظيم الدولة ووقف دعم المقاتلين ضد بشار الأسد.
وعلى الرغم من أن هذه التصريحات مبسطة للغاية لأزمة بالغة التعقيد. يقول ترامب إنه يريد التركيز على تدمير تنظيم الدولة. ولكن النتيجة الأهم لهذه السياسات ستكون إلغاء المعارضة المعتدلة التي تقاوم الأسد وتعزيز التطرف.
وقبل التحدث عن الآثار الكارثية لسياسة ترامب في الشرق الأوسط، يجب أن نبين هشاشة الأرضية التي انطلقت منها هذه التصريحات. ودرس التاريخ المختصر يبين النقص الواضح في مقدرة الأسد على التصدي للإرهاب. هذا النظام الذي قامت أجهزة مخابراته بإنشاء القاعدة بشكل ممنهج في العراق لمقاتلة الجيش الامريكي هناك منذ ٢٠٠٣ ولغاية ٢٠١١، وربما بقي مئات الجنود الأمريكيين أحياء حتى الآن لو لم يقم نظام الأسد بدعم أسلاف تنظيم الدولة بشكل مباشر.
وفي الوقت نفسه، فإن دعوة ترامب للتشارك مع روسيا في "سحق" تنظيم الدولة أمر أقل ما يمكن وصفه بأنه دعوة غير منطقية، لأن روسيا تركز تقريبا على كل شيء إلا محاربة المجموعات الجهادية.
وبحسب مراقبة الضربات الروسية الجوية، فإن فقط ٨% منها كانت ضد تنظيم الدولة طيلة الفترة بين ١٢ تشرين أول و٨ تشرين ثاني باستثناء استعادة تدمر من أيدي داعش خلال فترة الهدنة الدولية التي فرضت. وكان تركيز موسكو المستمر والقاسي موجها ضد المجموعات المعارضة الرئيسة، وليس ضد تنظيم الدولة. وكان الكثير من الفصائل التي استهدفها الطيران الروسي من المراتبطة بالولايات المتحدة.
وعلى عكس تصريحات ترامب، فإن واشنطن تعرف تماما من هي تلك المجموعات التي تتلقى الدعم الأمريكي. فالاستخبارات الأمريكية CIA، أنشأت شبكة من العلاقات مع عشرات الفصائل المعتدلة من الجيش السوري الحر منذ نهاية عام ٢٠١٢. واليوم تقدم المعونات بأنواعها لما يقارب ٨٠ فصيلا بالتسيق مع الحلفاء الدوليين والإقليميين متخذة كل الاجراءات الكفيلة بعدم وقوع الأسلحة ليد الجماعات المتطرفة أو انتقال العناصر إلى جانبها.
يبدو أن ترامب يفضل التعامل مع مفرزات الأزمة وليس مع مسببيها الرئيسيين: ديكتاوتورية الأسد ورفضه التفاوض.
ورغم أن المعارضة السورية المعتدلة بعيدة عن الكمال، فإن انسحاب واشنطن من دعمها وبالتالي إفقادها الشرعية الدولية التي تتمتع بها حتى الآن سيقوض مصالح الولايات المتحدة في سوريا.
ولكن خطورة سياسة ترامب أبعد من ذلك. وإذا مضى ترامب قدما في سياسته فإنه يخاطر بخلق ٦ أنواع من التهديدات المحلية والدولية لبلاده.
• تعزيز القاعدة وتأكيد رواياتها.
• تشجيع حلفاء الولايات المتحدة على المضي قدما بمفردهم.
• منح تنظيم الدولة فرصة جديدة.
• تقوية إيران وحزب الله.
• تشجيع التدخلات الروسية
• مفاقمة أزمة اللاجئين.