بلدي نيوز – حلب (حسن عبيد)
كشف أحد العناصر المنشقين عن قوات النظام، لبلدي نيوز، أن قوات النظام خسرت المئات من عناصرها في معركة حلب الأخيرة، بين الثوار من طرف، وقوات النظام والميليشيات الطائفية من طرف أخر.
وكانت كتائب الثوار أعلنت عن معركة بهدف فك الحصار عن الأحياء الشرقية في حلب، قبل نحو أسبوعين، وسيطرت على "ضاحية الأسد" وقرية منيان، ووصلوا إلى أطراف الأكاديمية العسكرية بحلب الجديدة، قبل أن يعودوا إلى الانسحاب اليوم تحت كثافة القصف الجوي الروسي.
في التفاصيل، التقى مراسل بلدي نيوز في حلب، بأحد العناصر المنشقين عن نظام الأسد في حلب، علما أن العنصر تم تجنيده قسرا من قبل النظام بعد إلقاء القبض عليه على الحدود السورية اللبنانية أثناء عودته.
وقال العنصر -الذي فضل عدم الكشف عن وجهه واسمه- خوفا على ذويه في مناطق سيطرة النظام، إن النظام فرزه إلى الفرقة السابعة في الدريج بريف دمشق، بعد اعتقاله، وتدرب على أيدي ضباط روس.
وأشار إلى أنه بعد إنهاء الدورة في الدريج أرسل مع 400 عنصر أخر من قبل النظام في مهمة إلى حلب، حيث قسموا إلى أربع مجموعات، ثلاث قاتلت في الضاحية، بينما قاتلت مجموعته التي كانت مختصة بالهاون في جمعية الزهراء غرب حلب.
ولفت العنصر المنشق، أنه من أصل 400 عنصر أرسلهم النظام من الدريج يتبعون للفرقة السابعة، بقي فقط 70 عنصرا هم من كتيبة الهاون، موضحا أن القتلى هم بشكل خاص من كتائب المشاة، ونوه إلى أن العشرات من عناصر النظام فروا من خطوط المواجهة.
وكانت مصادر ميدانية أكدت أن خطة النظام في حلب تعتمد على كشف مصادر رمايات الثوار عبر استخدام "طعم"، هذا الطعم هو عبارة عن منازل ومباني وضع فيها النظام "أرخص عناصره"، والذين لا يكترث لحياتهم، واستخدم عدة طرق لمنعهم من الخروج أو الهرب من هذه المنازل والأبنية، مثل لحام الأبواب الحديدية، أو هدم أجزاء من الدرج في الأبنية بهدف منع العناصر من الخروج من البناء، إضافة لتهديد العناصر الذي سيحاولون الانسحاب أو الهرب بأنهم سيكونون أهداف للقناصة الإيرانيين وعناصر ميليشيا "حزب الله"، الذين سيكونون في النسق الثالث الذي يلي قوات النظام والميليشيات العراقية والأفغانية الشيعية.
حيث تكون هذه البيوت هي مقدمة الخط الدفاعي للنظام، وتليها مناطق انتشار الميليشيات العراقية والأفغانية والإيرانيين، حيث أكد العديد من الثوار الذين دخلوا لمنطقة 3000 شقة أنه كان هنالك عدة أبنية مقفلة على من بداخلها من عناصر للنظام.
يقول المحرر العسكري لبلدي نيوز: "هذا التكتيك يشير إلى القيمة الحقيقية لعناصر النظام من غير المنتمين إلى طائفته، والذين لا قيمة لحياتهم إطلاقاً، كما في حال الـ 400 عنصر الذين رج بهم النظام من الفرقة السابعة بمعارك حلب، فهو يستخدمهم الآن ليموتوا بهدف كشف مواقع الثوار، ويحبسهم في منازل بهدف إجبارهم على القتال، بعد أن يمنعهم من الهرب، بسبب معرفتهم أنهم سيكونون أهدافاً لقناصته من عناصر الميليشيات الشيعية، وضباطه العلويين، الذين لن يحبسهم مع هؤلاء المرتزقة المعدومي القيمة".