بلدي نيوز – الرقة (خاص)
تنوعت التكهنات وازدادت المخاوف الشعبية، بعد 4 أيام من إعلان ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" عن بدء عملية "غضب الفرات" لعزل مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة".
وبعد ساعات من إعلان المعركة، تقدم عناصر "قسد" على عدة نقاط بريف مدينة الرقة الشمالي، بإسناد جوي من طائرات التحالف الدولي، الشريك الرئيسي لميليشيات قسد في هذه المعركة المبهمة التفاصيل، مع تراجع ملحوظ لتنظيم الدولة الذي اكتفى بهدم الجسور وتفخيخ الطرقات من المناطق التي يتركها، لتأخير وصول قوات قسد إلى حدود مدينة الرقة، في سعي من قبل التنظيم لكسب بعض الوقت، لتجهيز العدة وتنظيم الصفوف.
على المستوى الشعبي، أثار إعلان "غضب الفرات" مخاوف الأهالي في مدينة الرقة، حيث تشكل ميليشيا الوحدات الكردية سيئة السمعة بين الأهالي، الكيان الأكبر في قوات سوريا الديمقراطية، وعند تذكر ممارسات الأخيرة من تنكيل وتهجير بحق المدنيين في الريف الشمالي، يفضّل البعض البقاء في مدينتهم المحتلة، على احتلال آخر يطردهم من بيوتهم، بينما يفضل البعض الآخر التخلص من شرور التنظيم، وتحمل شرور قسد المستقبلية التي قد تؤثر فيها عوامل عدة، في حال محُير اُجبر الناس على الاختيار بين شرين أحلاهما أمرُّ من العلقم.
إثر هذه المخاوف وبُعيد الإعلان عن "غضب الفرات"، أصدرت ستة تجمعات سياسية ومدنية مثل "مجلس محافظة الرقة" و"نقابة معلمي الرقة"، بياناً أعلنت فيه رفضها للإعلان القاضي بعزل والسيطرة على المدينة، لأنه يؤدي حسب البيان، إلى نزاع قومي بين العرب والأكراد قد يمتد لعشرات السنوات.
وفي السياق ذاته، أعلن لواء ثوار الرقة المنضوي تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، يوم أمس الثلاثاء، في بيان له، عدم مشاركته في هذه المعركة.
وأوضح البيان أن اللواء لن يشارك بالمعركة بسبب عدم التزام ميليشيا الوحدات الكردية بالاتفاقات المبرمة قبل بدء العملية، والمتعلقة بإدارة المدينة إدارياً وأمنياً بعد إتمام العملية، ورفع علم الثورة السورية.
وعلى الصعيد الدولي، بعثت تصريحات رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة جوزيف دانفورد، شيئاً من الطمأنينة، بعدما أعلن أن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، سيعمل مع تركيا على إعداد خطة بعيدة المدى من أجل السيطرة الرقة والمحافظة عليها وإدارتها.
وأكد الجنرال دانفورد أن الولايات المتحدة على علم بأن "قوات سوريا الديمقراطية ليست كافية لتحرير الرقة".
ومن هذه التصريحات المتواترة من الجانب الأمريكي، يرى مراقبون أن عملية تحرير الرقة ستتم على عدة مراحل، ستكون عمليات الاقتحام المباشرة فيها من نصيب قوات عربية من المنطقة، مدعومة من الجانب التركي والتحالف الدولي، فيما سيقتصر دور قوات سوريا الديمقراطية على طرد التنظيم من القرى المحيطة بالمدينة.
ومع ازدحام الأحداث والتكهنات حول تحرير الرقة، يترقب أهالي المدينة في داخلها وخارجها، ماذا سيحصل في مدينتهم، مع غياب ثقتهم في التطمينات الأمريكية، وانتظارهم موقفاً تركياً حاسماً بشأن تحرير المدينة من قبضة التنظيم، يبعدهم عن التفكير باحتمالات كارثية فيما لو انفردت قوات سوريا الديمقراطية وطائرات التحالف في المعركة.