عمار بكور ... قربان الحقيقة وشهيدها - It's Over 9000!

عمار بكور ... قربان الحقيقة وشهيدها

بلدي نيوز - (خالد الخلف)

فجع الوسط الإعلامي والثوري السوري بنبأ استشهاد الصحفي عمار بكور، أول أمس الأحد الموافق لـ 6 تشرين الثاني نوفمبر الجاري، إثر غارات جوية شنها الطيران السوري والروسي على بلدة الدانا شمال إدلب، فخسر قلماً وصوتاً من الأصوات القوية التي ساندت ثورة السوريين بأمانة وتفاني منذ انطلاقتها وحتى اليوم.

المولد والنشأة

"شهيد الحقيقة" عمار بكور كما يسميه زملائه من الصحفيين السوريين، من مواليد عام 1980 في قرية الموزرة بجبل الزاوية بإدلب، انتقلت عائلته إثر انتفاضة السوريين في الثمانينات ضد الأسد الأب إلى مدينة حلب، التي عاش ونشأ فيها.

كان عمار عصامياً بامتياز، درس في كلية الإعلام بجامعة دمشق في عمر متقدم، إذ استأنف دراسته بعد أن أتم الخدمة العسكرية الإلزامية وعمل بعدة مهن يدوية كان آخرها خياطاً، وفي مجال صناعة الألبسة في حلب ليعيل نفسه وعائلته، ليتفرغ بعدها لدراسته الجامعية، إذا تخرج من كلية الإعلام في العام 2009.

الشغف والطموح والعمل الدؤوب جعل عمار يدخل مبكراً في سوق العمل الإعلامي، فأثناء سنواته الجامعية الأولى، عمل عمار كمدير للتسويق في عدة شركات سورية بدمشق، وعمل في جريدة "بلدنا" كمحرر صحفي ومدير لتسويق الإعلانات منذ عام 2007، وحتى انطلاقة الثورة السورية.

عمار والثورة السورية

مع بداية الثورة السورية عام 2011 لم يخف عمار موقفه مما يحدث في سوريا منذ اليوم الأول من أحداث درعا، كان من أبناء الثورة الأوائل، ندد بالنهج الأمني للنظام السوري وقانون الطوارئ واستهداف المدنيين والمتظاهرين السلميين من صفحته في فيسبوك من مكان إقامته وقتها في دمشق، وشارك في عدة تظاهرات ونشاطات سرية داخل العاصمة دمشق، الأمر الذي عرضه لمضايقات وتهديدات مؤكدة من قبل مجد سليمان (مالك صحيفة بلدنا) ابن الرئيس السابق للفرع الداخلي في المخابرات العامة اللواء بهجت سليمان، ما اضطره لترك العمل فجأة والسفر إلى المناطق المحررة في محافظة حلب عام مع نهاية عام 2011.

العمل الصحفي

عمل عمار في أوائل الأحياء المحررة في مدينة حلب 2012 (الأعظمية – صلاح الدين) كصحفي مستقل، أعدّ تقارير واستطلاعات رأي مصورة نشرها على قناته في يوتيوب، وكتب مقالات وتحقيقات بالقطعة لعدة مواقع إخبارية محلية ودولية، وغطى معظم الأحداث العسكرية والإنسانية من حلب المحررة عبر عشرات المداخلات على عدة قنوات تلفزيونية.

في نهاية عام 2012 انتقل إلى مصر ليعمل محرراً في الديسك الإخباري لقناة سوريا الغد، ومعد تقارير تلفزيونية سياسية، غطى من خلالها الأخبار الميدانية والسياسية عن الثورة السورية، بعد خلافات مع مجلس إدارة القناة ترك العمل ورجع إلى حلب في أواخر عام 2013، ليعمل كمدير للمكتب الإعلامي الهيئة العامة للثورة السورية في حلب، ويعد تقارير مصورة ومكتوبة لصالح الهيئة.

تعرض مكتب عمار للقصف بالبراميل المتفجرة ، خلال حملة النظام الشهيرة بالبراميل المتفجرة على حلب في يناير/ كانون الثاني 2014 ، ما أدى لإصابة عمار في رقبته، وتدمير مكتبه، فانتقل عمار للعمل في غازي عنتاب جنوب تركيا ، محرراً في المكتب الإعلامي للهيئة العامة للثورة، لإنتاج مواد إعلامية عن الثورة السورية توزع لعدة وسائل إعلام محلية ودولية، ولاحقاً في موقع سراج برس الإلكتروني  الذي أسسه عمار عام 2014 بالتعاون مع زملائه في المكتب.

استمر عمار في العمل في موقع سراج برس حتى شهر أيلول/سبتمير عام 2015، إذ توقف الموقع لأسباب مادية تتعلق بعدم وجود تمويل للموقع منذ شهر حزيران 2015، استمر عمار للعمل بدون راتب، والعمل بالقطعة لعدة محطات ومواقع منها: قناة الآن – أورينت - موقع كلنا شركاء – موقع زمان الوصل وعدة وسائل إعلامية، تعرض عمار لضائقة مادية بعد ولادة ابنه الأول آدم، ولم تتوفر فرصة عمل تناسبه وتعيل أسرته الصغيرة، ما اضطره للسفر إلى إدلب في الشمال السوري، ومتابعة عمله ميدانياً من هناك، إذ أعد عمار تقاريراً وتحقيقات لعدة مواقع سورية منها (زمان الوصل – كلنا شركاء)، وفي عام 2016 وقع عمار عقداً مع مديرية الصحة الحرة بإدلب للعمل كمدير للمكتب الإعلامي الخاص بالمديرية في مدينة إدلب.

قالوا عن الشهيد

نعى الصحفي السوري أيمن عبد النور رئيس تحرير موقع "كلنا شركاء" الإلكتروني الشهيد عمار بالقول: "رفدنا بعشرات التقارير الصحافية المتميزة، كان مثالاً للأخلاق الحسنة والمهنية العالية والتفاني في العمل، وكانت الثورة تجري في دمه، وأخيراً قدّم روحه رافضاً الخروج من البلاد التي اختار أن يدفن تحت ترابها".

الصحفي السوري محمد أمين ، ممن عايشوا عمار وعملوا معه في مصر وسوريا وتركيا، عبر عن بالغ حزنه "كسرت قلوبنا المتعبة يا عمار، نلت ما أردت، نلت ما تستحق، نلت الشهادة، عرفتك طيلة سنوات الثورة، كنت الصادق والنبيل، الله يرحمك يا أخي".أعلى النموذج

وقالت أسرة جريدة زمان الوصل التي كان يعمل فيها الشهيد: "عمار البكور.. ثورة تمشي على الأرض غادر أسراب الاغتراب ليختار موطن الأحرار إدلب، فقدت زمان الوصل  وصحافة الثورة السورية الزميل الصحفي عمار البكور، أحد أنشط المراسلين في الداخل السوري، كانت حروف رسائله تنضح حماسا وثورة، عندما يرسل عواجله قبل أن يتحول إلى خبر عاجل، كلماته ترقص فرحا عندما تزف أنباء النصر، وتقطر ألما ودما مع كل مجزرة، زمان الوصل تفقد أحد فرسانها .. عمار بكور شهيداً

الزميل الصحفي علي عيد (رئيس رابطة الصحفيين السوريين) نعى الشهيد وقال: "الحبيب الصديق والزميل الصحفي عمار بكور .. لا أَجِد ما يفيك حقك في الكلام .. عملنا معاً .. بحزن كثير وبفرح مؤقت بانتظار انتصار الثورة .. الشاب المُجِدّ .. العريس .. صاحب الابتسامة الودودة .. شهادتك في ضميرنا .. رحمك الله .. والعار لنظام الموت وطائراته .. العار لمن يغتال الكلمة بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة .. المجد لروحك يا عمار .. يا حزني عليك .. يا وجعي يا ابن سوريا الأصيل".

المسار المهني للشهيد

يعتبر البكور أحد الصحافيين الناشطين في الثورة السورية منذ انطلاقتها، وعمل في وسائل إعلام سورية وعربية، مكتوبة ومرئية، وعمل على عدة مشاريع هامة إعلامياً ومنها تأسيس المعهد العالي للإعلام التابع لجامعة إدلب الحرة في مدينة إدلب، ودورات إعلامية للإعلاميين في مواضيع المهنية والمصداقية والتحرير، وكان البكور واحداً من قلة من الصحافيين السوريين الأكاديميين المتواجدين في الداخل السوري.

أعد عدة تقارير صحفية متعلقة بالشأن السوري، وخاصة السياسي والاقتصادي، وترجمت عدة تقارير له للغات أجنبية، وشارك في إنتاج عدة أفلام وثائقية لصالح قنوات مثل أورينت، كما صور بكاميراته بالقطعة من داخل سوريا، لعدة محطات تلفزيونية منها سكاي نيوز والعربية.

عائلة وطنية وتاريخ ثوري

ترك عمار خلفه زوجته وطفله "آدم" بعمر عام ونصف، وعائلته النازحة من حلب وتقطن في منطقة دركوش بالقرب من جسر الشغور بإدلب، ووالده الذي قضا حياته مناضلاً ضد عائلة الأسد منذ الثمانينات وانتفاضة السوريين الأولى، وأم صابرة وثلاثة أخوة مثقفين وخريجين جامعيين، اثنان منهم يقاتلان اليوم ضد نظام الأسد، أحدهم خرج مؤخراً من سجون الأسد بعد اعتقاله لمدة عامين إثر انتفاضة طلاب جامعة حلب عام 2012، والقائد الثوري المعروف "أبو الصادق" أول مؤسسي كتائب الجيش الحر في حلب، الذي أصيب أكثر من مرة في معارك ضد الأسد.

مقالات ذات صلة

زاخاروفا"موسكو تدعم سوريا وشعبها والحفاظ على استقلالها وسيادتها"

آخر تحديث.. "ردع العدوان" على بوابة حلب أهم المواقع التي سيطرت عليها

آخر التطورات.. المناطق التي سيطرت "ردع العدوان" في يومها الثالث

تجاوزت المئتين.. وسائل إعلام موالية تنشر اسماء قتلى النظام في "ردع العدوان"

نحو 20 قتيلا وعشرات الجرحى بقصف النظام وروسيا على شمال غرب سوريا

السويداء تعلن التضامن والتأييد لعملية "ردع العدوان" شمالي سوريا