بلدي نيوز – (علاء نور الدين)
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "جون كيربي"، مساء الاثنين، إن بلاده "قلقة" من تقارير تفيد بسقوط ضحايا مدنيين، جراء القصف الجوي في ريف حلب الشمالي الشرقي، في إشارة إلى القصف التركي لمواقع ميليشيا "ب ي د"، والمعارك الدائرة بين بالقرب من مدينة تل رفعت التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية.
وأكد "كيربي"، من خلال مجموعة من التغريدات على "تويتر"، أن الولايات المتحدة "ليس لديها ما تفعله حيال الاشتباكات الدائرة بالقرب من مدينة مارع"، قائلاً "نحن لا نؤيد ولا نتغاضى عن أية مناورات في هذه المنطقة، والتي لن ينتج عنها سوى منح داعش فرصة لالتقاط الأنفاس".
وتأتي تصريحات "كيربي" بعد يوم واحد من تأكيد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" عزم بلاده على تطهير الشمال السوري من الإرهاب ومواصلة الزحف باتجاه مدينة الباب شرق حلب، أمر فسره مراقبون على أنه رسالة أمريكية جديدة لحلفائها من الميليشيات الكردية تؤكد على تحريم وجودها شرق الفرات، وعدم قدرة الأمريكان على ردع عملية درع الفرات من التوسع ومواصلة طرد تنظيمي "الدولة" و"قسد" من ريفي حلب الشمالي والشرقي.
وكان متزعم ميليشيا "ب ي د" صرح، قبل يومين، أن "تركيا أخذت الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لتقصف قوات سوريا الديمقراطية في شمال حلب"، وأنها دخلت إلى شمال سوريا بدعم الطرفين، منوهاً إلى أن ميليشيا "قسد" لا زالت تنتظر تفسيراً من الأمريكيين حول القصف التركي لمواقعها بالقرب من تل رفعت ومارع، والذين "لم يُعلقوا على الموضوع أيضاً"، على حد وصفه.
يقول الإعلامي السوري، حسام جمال الدين، إن تضخم "الأنا" لدى ميليشيا "ب ي د" واعتبارها لنفسها كـ "دولة"، جعلها "تتمادى" على الخطوط الحمراء لحلفائها وضعها أمام حقيقتها المجردة أنها ليست أكثر من "أداة وميليشيا"، من خلال لجمها بمثل هذه التصريحات والتي تمثل حقيقة موقف حلفائها الامريكيين اتجاههم كـ "توابع ليس إلا"، على حد وصفه.
ويؤكد "جمال الدين" بحديثه لبلدي نيوز أن الموقف الأمريكي بات أكثر وضوحاً اتجاه هؤلاء بما يخص وجودهم غرب الفرات على وجه الخصوص، والذي عبر عنه صراحة نائب الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بعد وصوله إلى أنقرة، وإثر انطلاق عملية "درع الفرات" بيوم واحد، أن الميليشيات الكردية ستخسر دعم الولايات المتحدة إن لم تنسحب إلى شرق الفرات، وما تواتر التصريحات الأمريكية هذه بحسب "جمال الدين"، إلا تأكيد على ثبات الموقف الأمريكي تجاه هذه الميليشيات التي تسعى للتوسع بمشيئتها، ضاربة بعرض الحائط كل التحالفات عندما يتضاد الأمر مع مصالحها التوسعية.
وتؤكد تقارير إعلامية وحقوقية أن سياسات الميليشيات الكردية العنصرية المتمثلة بالتهجير الممنهج والمجازر من خلال تسخير الطيران الأمريكي لارتكابها في المناطق التي تسيطر عليها، باتت تشكل حرجاً للأمريكيين في المضي قدماً في دعم هذه الميليشيات، علاوة عن ادراك الأمريكيين بلا جدوة الاستمرار في دعم مكون بات يشكل تهديد للمصالح الأمريكية الإقليمية (تركيا) والمحلية (المكونات السورية المجتمعية المعارضة) في سوريا عموماً.
جدير بالذكر أن الجيش والطيران التركي يشن منذ قرابة أسبوع هجمات على مواقع ميليشيا "قسد" وتنظيم "الدولة"، ويوقع فيهم خسائر فادحة، كان أخرها، أمس الأثنين، حيث أكد الجيش التركي أنه استهدف 46 موقعاً للتنظيمين شمال وشرق حلب.