تشهد منطقة شرق الفرات في ريف دير الزور الشرقي تصاعدًا في التوترات بين "الحرس الثوري" الإيراني والشرطة العسكرية الروسية، نتيجة الصراع على النفوذ في القرى السبع الواقعة شرقي نهر الفرات. هذه التوترات جاءت بعد محاولات المجموعات المرتبطة بإيران إنشاء نقاط عسكرية في قرية طابية جزيرة على الخط الفاصل بين مناطق سيطرة "قسد" وقوات النظام .
خلفية التوترات
بدأت هذه التوترات بالتفاقم في أغسطس 2024، عندما حاولت مجموعات محلية وأجنبية مدعومة من "الحرس الثوري" الإيراني تعزيز وجودها العسكري في القرى السبع الواقعة شرقي نهر الفرات، مما أثار مخاوف لدى القوات الروسية. إذ تخشى روسيا من أن يؤدي تعزيز الوجود الإيراني إلى استهداف مواقع عسكرية شرق الفرات، مما قد يستدعي ضربات جوية أمريكية أو من "قسد" على هذه المواقع، التي تُعد جزءًا من منطقة نفوذ النظام السوري وتحتوي على عناصر مرتبطة بإيران.
الضغوط الروسية والرد الإيراني
روسيا ضغطت على قوات النظام لمنع إنشاء الحواجز الإيرانية في هذه المناطق الحساسة، خوفًا من التصعيد العسكري الذي قد يعرض مصالح النظام وروسيا للخطر. لكن هذا التدخل الروسي لم يرق للمليشيات الإيرانية، مما أدى إلى توترات وصلت إلى مشادات كلامية بين الطرفين في مركز المصالحة الروسي بمنطقة خشام.
زيارة "أبو رقية الأحوازي"
في ظل هذا التوتر، قام "محمد علي الهادي"، المعروف بـ"أبو رقية الأحوازي"، وهو مسؤول "المركز الثقافي" الإيراني في دير الزور، بزيارة للقرى السبع، خاصة قرية حطلة التي تعد معقلًا لعناصر "حزب الله" السوري والمليشيات الإيرانية. الهدف من زيارته كان إرسال رسالة واضحة للأهالي بأن إيران لا تزال القوة المهيمنة في المنطقة، وأن لا أحد، بما في ذلك القوات الروسية أو الشخصيات المرتبطة بها، يمكنه التأثير على الوجود الإيراني.
دعوات للولاء لإيران
"أبو رقية" طالب الأهالي بعدم التعاون مع الشخصيات المحلية المرتبطة بالروس مثل "محمد الركاض"، "معتصم المشوح"، و"عبد الرحمن غازي العبد الرحمن"، وذلك ضمن مسعى إيراني لتعزيز النفوذ وطرد القوات الروسية والمليشيات المدعومة منها من المنطقة.