بلدي نيوز
تعاني المشافي العامة في مناطق سيطرة النظام من ضعف شديد في كادرها الطبي، سواء من حيث العدد المطلوب قياساً لعدد المرضى والمراجعين أو من حيث الاختصاص والخبرة.
وذكر موقع "أثر برس" الموالي للنظام، أن الأمر لا يتعلق فقط بظاهرة تسرب الكفاءات الطبية وهجرتها إلى خارج البلاد، وإنما هجرة الكادر الطبي من المشافي العامة إلى الخاصة تحت ضغط فروقات التعويضات المالية والرواتب، مشيراً إلى أن هذا السبب ربما يكون هو الأكثر تأثيراً وحضوراً من عامل الهجرة.
وأشار الموقع في مقال للصحفي المختص بالشأن الاقتصادي، زياد غصن، أنه للوقوف على مدى خطورة ظاهرة التسرب للكوادر الطبية بالنسبة للمشافي العامة تم جمع بعض البيانات المتعلقة بالمشافي التعليمية التابعة لوزارة التعليم العالي، والتي تشكل العمود الفقري لتقديم خدمة العلاج المجاني في البلاد، وبحسب تلك البيانات فإن هناك أربعة مشاف أكدت عدم وجود تسرب أو أنه لا توجد نسبة تسرب مرتفعة، وهذه المشافي هي: مشفى جراحة الفم والوجه والفكين، مشفى الأمراض الجلدية والزهرية، مشفى جامعة البعث، ومشفى التوليد في حلب، في حين أن النسبة لم تتجاوز 0.03% في مشفى تشرين باللاذقية.
وأضاف غصن، أن أعلى نسبة تسرب سُجّلت في مشفى الأطفال بدمشق، وبلغت حوالي 18%، ثم جاء مشفى القلب الجامعي في حلب بنسبة 11%، وثالثاً جاء كل من حلب الجامعي والبيروني الجامعي بنسبة 10% لكل منهما، كما وتقاسم المرتبة الرابعة كل من مشفى الأسد الجامعي ومشفى جراحة القلب بدمشق بنسبة 7% لكل منهما. واحتل مشفى المواساة المرتبة الخامسة بنسبة 4% تلاه مشفى التوليد بدمشق بنسبة 3.5%.
وبيّن غصن أن البعض قد يعتبر الأرقام السابقة على أنها طبيعية في ضوء ارتفاع موجات الهجرة، مشيراً إلى أن خطورة الأمر تتضح أكثر عندما يتم حساب متوسط عدد المرضى لكل طبيب في هذه المشافي، وهذا من شأنه الوقوف على حقيقة جوانب التقصير التي تحدث في هذه المشافي أو تأخر المرضى في الحصول على المعاينة أو حتى الاعتماد أكثر على طلاب الاختصاص والدراسات العليا.
وتابع أنه فقاً للبيانات التي حصل عليها من وزارة التعليم العالي، فإن أعلى متوسط لعدد المرضى للطبيب الواحد كان في مشفى البيروني الجامعي المتخصص في معالجة الأورام، حيث بلغ المتوسط حوالي 166 مريضاً (علاج شعاعي-كيميائي)، وفي المرتبة الثانية جاء مشفى جامعة البعث بحمص بمتوسط قدر بحوالي 43 مريضاً، ثم مشفى حلب الجامعي بحوالي 36 مريضاً، فمشفى جراحة القلب 30 مريضاً.
ورأى غصن أنه في ضوء الأرقام السابقة علينا أن نتخيل كيف أن مريض القلب قد يضطر للانتظار أياماً وليالي ليأتي دوره لمراجعة طبيب المشفى أو ليحصل على معاينة، كما أنه نتخيل أسباب ضغط المراجعين واضطرار بعضهم للجوء إلى المعارف والأصدقاء طلباً لواسطة من هنا أو هناك، وتأثيرات كل ذلك على معاناة هؤلاء المرضى وحالتهم الصحية.
وأضاف أن مشفى المواساة صحيح أنه كان أقل من المشافي السابقة لجهة متوسط عدد المرضى لكل طبيب، حيث قدر هذا المتوسط فيه بحوالي 20 مريضاً لكل طبيب، إلا أن هذا يعني وقياساً إلى الضغط المتزايد على المشفى، ضرورة زيادة الأيام التي يمكن من خلالها للمريض الحصول على سرير في المشفى، وهي فترة قدرتها إدارة المشفى بشكل تقريبي بين 7 إلى 10 أيام، وفي المرتبة السادسة جاء مشفى القلب الجامعي في حلب بحوالي 18 مريضاً لكل طبيب.
وأشار غصن إلى أن باقي المشافي التعليمية، يعتبر متوسط عدد المرضى لكل طبيب مقبولاً، فهذا المتوسط بلغ في مشفى الأطفال ومشفى الأسد الجامعي حوالي 7 مرضى لكل مشفى، وفي مشفى التوليد 6 مرضى، وفي مشفى الأمراض الجلدية والزهرية حوالي 5 مرضى، وأخيراً مشفى التوليد بحلب 4 مرضى.