بلدي نيوز – ريف دمشق (خالد وليد)
تزامناً مع تهجير أهالي مدينة داريا وثوارها نحو إدلب والمناطق المحيطة بريف دمشق، خرج الإعلام الرسمي التابع لنظام الأسد بالحديث عن مطالب بوجوب اقتداء مدينة معضمية الشام الأخت الشقيقة لداريا بمصير الأخيرة والرحيل عن المدينة -التي يبلغ عدد سكانها 45 ألف نسمة- والاستسلام لقوات النظام.
رسائل ضمنية من قبل النظام السوري إلى أهالي مدينة معضمية الشام، تزامنت مع حرب إعلامية ونفسية يقودها إعلامه بهدف إحداث تغيير ديموغرافي في العاصمة دمشق ومحيطها، في ظل تواطؤ أممي ودولي مع نظام الأسد، بغية تقسيم البلاد على أسس طائفية وعرقية.
كما شدد الإعلام الموالي والعسكري التابع للأسد والناطق باسم قواته في داريا، وكذلك محافظ ريف دمشق في حكومة "عماد خميس"، أن مدينة معضمية الشام سوف تسير على خطى مدينة داريا فور الانتهاء من تفريغ الأخيرة من أبنائها ومقاتليها ونقلهم إلى محيط دمشق ومحافظة إدلب المحررة.
الناشط الميداني "نبراس محمد" رأى في تصريحات مسؤولي نظام الأسد، أنها تهدف لإحداث تغيير ديمغرافي جذري على تخوم العاصمة دمشق، بغية جعل العاصمة منطقة آمنة للأسد، ومجهزة لاستقبال الوفود السياسية الدولية، لإعادة تطبيع العلاقات معه، ضمن مشروع تعويم الأسد مجدداً.
وأضاف "اليوم بعد إفراغ داريا من أهلها وثوارها، لم يبقَ في الغوطة الغربية سوى مدينة معضمية الشام تواجه النظام السوري رغم توقيعها لاتفاق هدنة معه، والصمود أمام النظام منفردة هو أمر في غاية الصعوبة، خاصة أن الخاصرة الجنوبية لها "داريا" باتت تحت سيطرة قوات النظام مما يعني خنق المدينة من كافة الاتجاهات".
وتابع الناشط الميداني، أن الآمال معقودة على الجبهة الجنوبية في درعا لإحداث أي تغيرات جذرية في ريف دمشق الغربي، رغم غياب أي مؤشرات حقيقية على ذلك، معتبراً أن تهجير المعضمية يعني أن بوابة دمشق الغربية باتت آمنة وبيد الأسد.
وبدأت يوم الجمعة الماضي، عملية خروج الأهالي المحاصرين من مدينة داريا بريف دمشق عنوة برعاية الأمم المتحدة إلى محافظة إدلب على دفعتين، بعد أربع سنوات من الحصار والقصف اليومي طال أحياء المدينة.
قناة الدنيا الموالية للأسد، بثت خلال اليومين الماضيين عددا من الأخبار العاجلة تتحدث عن اقتراب تهجير سكان معضمية الشام وثوارها على ذات السياق الذي انتهج ضد داريا، في حين لم يصدر عن الثوار في معضمية الشام أي تعقيب أو بيان أو تصريحات رسمية حيال ما تروجه قناة الدنيا، بينما ذهب البعض للتأكيد بأن تهجير المعضمية سيثبت القواعد الشيعية في ريف دمشق واحتلالها، بالإضافة لتمكين إلباس دمشق العباءة الفارسية.
الطائرات المروحية التي كانت تقصف داريا بالبراميل المتفجرة أقدمت أمس على التحليق في سماء معضمية الشام على ارتفاعات منخفضة، الأمر الذي اعتبره مراقبون رسائل ضمنية تحمل التهديد للمدينة في حال امتنعت عن قبول التهجير القسري عن موطنها الأصلي.