بلدي نيوز - (فراس عز الدين)
يواجه قطاع الدواجن في مناطق سيطرة النظام، مرحلة احتضار وتعثر، دون الوصول إلى حلٍّ جذري لمشاكله، مما دفع بنسبة لا تقل عن 50% من المربين للتوقف عن العمل.
حلول غائبة
نقل مراسلنا، عن أحد مربي الدواجن في العاصمة دمشق، في اتصال هاتفي، قوله إن ارتفاع أسعار اﻷعلاف، أسهم بشكل كبير في رفع تكلفة اﻹنتاج، وبالتالي انعكست على اﻷسعار في السوق.
واعتبر المربي الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الحكومة تقدّم وعودًا، لكنها بالمقابل، تبقى دعاية إعلامية، ويبدو أن "الحلول الحقيقية غائبة".
وتشكل اﻷعلاف ما نسبته 80 إلى 85 % من تكلفة تربية الدواجن، وفقًا لذات المربي.
بصمة الليرة السورية
من جهةٍ أخرى، قال اﻷستاذ معاذ بازرباشي، مختص في الشأن اﻻقتصادي، إن ملف تدهور الليرة السورية، أمام الدوﻻر اﻷمريكي، أسهم بشكلٍ كبير، ووضع بصمته على مختلف القطاعات اﻻقتصادية في البلاد، وفي جملتها "قطاع الدواجن".
وتابع "لا يمكن للمنتج قبول الخسارة وهو أمر منطقي، وكيف يقبل أن يسعّر إنتاجه رسميا بأقل من التكلفة؟!".
ويبلغ سعر الكيلو غرام من الفروج ألف ل.س، بينما سعره وفق النشرة التموينية اﻷخيرة 10200 ل.س.
وبحسب ذات النشرة الرسمية، فإن سعر صحن البيض 13500 ل.س، في حين بلغت تكلفته الحقيقية ما يزيد عن 16 ألف ل.س.
جدل عقيم
المتتبع للتقارير الرسمية الموالية، حول ملف "قطاع الدواجن"، يلاحظ الجدل العقيم، وتراشق اﻻتهامات، بين اﻷطراف المعنية والمسؤولة عنه في حكومة اﻷسد.
وعلى سبيل المثال، يقر مدير عام مؤسسة الدواجن، سامي أبو دان، بتراجع القطاع ملقيًا باللوم على مؤسسة اﻷعلاف، بينما يفند هذا اﻻتهام، مدير عام مؤسسة الأعلاف عبد الكريم شباط، زاعماً ان مؤسسته قدمت دعمًا بما يعادل 150 مليار ليرة منذ بداية العام.
ويتهم "شباط" التجار والوسطاء في خلق اﻷزمة.
من ينقذ الدواجن؟
وينقل مراسلنا، عن عددٍ من مربي الدواجن في ريف دمشق، قولهم إن الملف خرج عن السيطرة، ما ينذر بأن إغلاق باب رزقهم شبه مؤكد إن استمر الوضع على حاله.
واعتبروا أن خروج مربي الدواجن من العمل، سيكون لصالح كبار المربين في السوق، في حين المؤسسات الصغيرة هي الخاسرة عمليًا.
ويسأل البعض من مربي الدواجن بسخرية "ليس السؤال من ينقذ الدواجن؟ بل من يقدم يد المساعدة للمربين الصغار حتى يحافظوا على مصدر رزقهم؟، ومتى تنتهي حالة الجدل وتراشق التهم؟".