ديلي ستار – (ترجمة بلدي نيوز)
يمكن اعتبار سوريا الآن دولة افتراضية، مع بشار الأسد الذي يتصرف كرئيس افتراضي، في حين قام بما يؤمن بأنها ولاية رسمية، بقرار تشكيل حكومة جديدة، كما لو كانت مصنوعة من قطع لعبة "الليغو"، إنه لمن المخزي بأن الأسد يفتقر للمخيلة الخصبة، وذلك لأن ألقاب وزرائه ينبغي لها على الأقل أن تحاول أن تعكس سوريا الذين يدّعون قيادتها.
إن منصب أحد وزرائه والذي تم تعيينه كمسؤول عن المهاجرين مثير جداً للسخرية، فمن المؤكد أنه لا وجود لأي من المهاجرين حتى يكون لوجود وزير أهمية، إلا إذا كان ذلك يعني المقاتلين الأجانب الذين تدفقوا بشكل كبير إلى داخل البلاد.
وفي الوقت نفسه، يمكن للمرء أن يتكهن فقط ما إذا كان وزير الأعمال العامة والإسكان هو المسؤول عن وضع سقف فوق رأس الـ 6 ملايين سوري المشردين واللاجئين، المنتشرين في 50 بلد متفرق في العالم.
أما عن أهمية وجود وزير للزراعة، في الأراضي المحروقة والمدمرة، فهذا أمر لا يصدق، أليس من الأفضل أن يتولى ذلك الوزير منصب مكافحة الحرائق؟
بل لا يمكن للكلمات ان تصف سذاجة وجود وزير للسياحة، والذي يجب أن يختصّ بإظهار المباني العسكرية الروسية والجنود وآلياتهم، الذين يحيطون بأنقاض خراب مدينة تدمر الأثرية.
على الأقل؛ فإن تسمية أعضاء وزارته ومن بينهم وزير العدل يبيّن بأن لدى الأسد روح دعابة معينة، ولكن وبالنسبة لمنصب وزير الصحة، والذي يتوجب عليه تغطية وكتمان الأعداد الحقيقية للمدنيين الذين لقوا حتفهم في المستشفيات قتلاً أو قصفاً بسبب جيش تلك الحكومة، فهي ليست على الإطلاق مسألة مضحكة!
أما وزير الكهرباء، فهو الموكل بشيء لا وجود له حتى، في حين أوكل رجل آخر بمسؤولية التجارة الداخلية والتبادل التجاري في البلاد، وذلك بعد أيام من تحذير الأمم المتحدة من المجاعة التي يعانيها السكان في المدن السورية المحاصرة.
لطالما كانت تلك الكوميديا السوداء تهدف لتحفيز أبواق إعلام النظام، والذي ينطوي عملها على أن تكون أكثر بقليل من أدوات اختبار.
ومع ذلك كله فإن مجلس الوزراء السوري، قد اتخذ من هذه الكوميديا السوداء الهزلية، جدية معينة، بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي للحرب في البلاد.