في سوريا محادثات السلام تؤدي إلى شيء واحد فقط "المزيد من الحرب" - It's Over 9000!

في سوريا محادثات السلام تؤدي إلى شيء واحد فقط "المزيد من الحرب"

The Telegraph – ترجمة بلدي نيوز
قرار آخر للأمم المتحدة يوضح أكثر من أي وقت مضى كيف يقوم المشاركون في المفاوضات بتقطيع أوصال سورية للتغطية على نواياهم الحقيقية.
السياسيون مستعدون لبيع أنفسهم ليرى ناخبوهم أن محادثات السلام شيء جيد، بما أن معظم الناس تفضل السلام على الحرب، لذلك يقوم القادة الوطنيون بالتسويق لأي شيء ليظهروا للعامة وكأنهم يقومون فعلاً بواجبهم.
أما السوريين على أرض الواقع فيرجون شيئاً مختلفاً، فمنذ أحدث جولة من المحادثات لإنهاء الحرب في سوريا، والتي بدأت في فيينا في 30 تشرين الأول، كان هناك زيادة ملحوظة في أنشطة المشاركين الإجرامية، فقتل المئات من المدنيين في غارات جوية روسية، 35  قتيلاً في يوم واحد الأسبوع الماضي، وقصفت عشرات المدارس والمستشفيات.
وقال طبيب سوري لصحيفة  التليجراف الأسبوع الماضي كيف اضطر أن ينقل عيادته ويقوم بالعمليات الاسعافية تحت الأرض، وهذا لم يكن لمجرد وجود قصف، فلطالما كان القصف موجوداً، ولكن بسبب الصواريخ الروسية التي على ما يبدو أنها  أكثر دقة من تلك التي يستخدمها النظام السوري، وهكذا استهدفت المنشآت الطبية بشكل أكثر انتظاماً.
كما شهدت هذه الفترة أيضاً تجدد هجمات النظام على مدينة حلب وعلى ضواحي شمال شرق دمشق، حيث قصفت قوات النظام بشكل مكثف، خاصة الأحد الماضي، منطقة دوما وقتلت 49 شخصاً على الأقل، بما في ذلك مدير مدرسة وعدد من تلاميذه.
ولم يكن فقط النظام وحلفائه من كثف من أنشطته العسكرية، فمنذ "محادثات فيينا" كانت بريطانيا الأحدث في الانضمام إلى التحالف، من ضمن بلدان عديدة كثيرة حتى على العد، كلها جاءت لتقصف سورية.
كما أعلنت المملكة العربية السعودية عن تحالف جديد للدول السنية للقتال من أجل إخوانهم في الدين، وقال وزير خارجيتها "عادل جبير" بأنه لا يستبعد إرسال السعودية "لقوات برية على الأرض، عبر الحدود من جنوب شرق تركيا".
وفي الأيام الأربعة الماضية وحدها،  توفي العشرات في "الحرب غير المباشرة" بين الحكومة التركية وخصومها العصابات الكردية، حزب العمال الكردستاني، كما تم إرسال قوات تركية إلى شمال العراق، للمطالبة بحصة أنقرة فيها وسلطتها عليها.
وفي الوقت نفسه، قامت الولايات المتحدة تحت غطاء الغضب الدولي من تجاوزات روسيا، بتوسيع أهدافها المشروعة لتشمل البنية التحتية التي تفيد تنظيم الدولة، وبالتالي شهد سائقي الشاحنات التي تنقل النفط عبر شبكات التهريب_ القوة الكاملة للصواريخ الأميركية والروسية.
إذا كانت كل هذه الفوضى تمهيداً للسلام، قد يكون ثمناً يستحق أن يدفع، ولكن للأسف لقد كنا هنا من قبل، ولا يبدو أن فرص السلام ستختلف منذ ذلك الحين:  فقرار الأمم المتحدة مساء الجمعة لم يذكر مصير الرئيس بشار الأسد، وفي نهاية الأمر هذه الحرب كلها كانت بسببه.
ومنذ بداية الصراع، كانت هناك مفاوضات وإعلانات لوقف إطلاق النار، فكان هناك تجمع "أصدقاء سوريا" في تونس في كانون الثاني عام 2012، يليه مؤتمر "جنيف 1" في تموز من ذلك العام، ولاحقاً  كان هناك وقف لإطلاق النار، ثم جنيف 2 في كانون الثاني 2014.
كل تلك الإعلانات السياسية بشرت ووعدت ببداية النهاية، وفي كل مرة أسفرت عن مزيد من الحروب.
هذا ليس من قبيل المصادفة الحزينة: فهذا وقت يتطلب من الدكتاتوريات أن يكون لديها سياسات جيدة في العلاقات العامة، "فلتكون مقنعاً بالحرب يجب أن تستخدم الدبلوماسية".
ولنستشهد بقول آخر مأثور ومفرط الاستخدام: يقول الرومان إن أردت السلام فعليك الاستعداد للحرب، وفي الوقت الحاضر، إذا كنت تريد الحرب، فعليك التحضير لمحادثات السلام.

مقالات ذات صلة

ما مضمونها.. أردوغان يوجه رسالة لبشار الأسد

سعر صرف الليرة مقابل العملات اليوم

إدلب.. "الهيئة" تعلن القضاء على المتهمين باغتيال "القحطاني"

روسيا تبدي استعدادها للتفاوض مع ترمب بشأن سوريا

تقرير.. ارتفاع معدلات الفقر لنحو 91 بالمئة شمال غرب سوريا

أبرز ما جاء في أستانا 22 بين المعارضة والنظام والدول الضامنة