atlantccouncil – (ترجمة بلدي نيوز)
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في 16 حزيران2016، أن أكثر من خمسين دبلوماسياً في وزارة الخارجية قد وقعوا على مذكرة داخلية تنتقد سياسة إدارة أوباما في سوريا، وقدمت صحيفة نيويورك تايمز مسودة تلك المذكرة، والتي تحث على شن ضربات جوية ضد نظام الأسد في سوريا، ورداً على ذلك، أصدر السفير فريدريك سي هوف، مدير مركز رفيق الحريري للمجلس الأطلسي والمستشار الخاص السابق حول تلك المذكرة البيان التالي: تشير التقارير الإعلامية إلى أن مسؤولين من وزارة الخارجية قاموا بالتوقيع على "مذكرة المعارضة" والتي توصي بأن على الرئيس أوباما استخدام الوسائل العسكرية، إذا لزم الأمر، للتصدي لممارسات القتل الجماعي الذي يقوم بها نظام الأسد في سوريا، وهي السياسة التي جعلت نصف سوريا آمنة بالنسبة لتنظيم "داعش"، في حين خلقت كارثة إنسانية عظمى، وموجة من النزوح والهجرة الأكبر والتي تجتاح الآن أصدقاءنا في أوروبا الغربية.
لم أرَ تلك الوثيقة، وبالتالي لا يمكنني التعليق على مضمونها، ومع ذلك فإن على الأميركيين أن يكونوا فخورين بأن المسؤولين يصرخون محتجين على السياسة الباطلة أخلاقياً والمفلسة سياسياً، وقد فعلوا ذلك بشكل صحيح من خلال قناة معينة، وتشير التقارير الصحفية إلى أن الذين وقعوا على وثيقة المعارضة، عملوا على جوانب السياسة السورية على مدى السنوات القليلة الماضية، لا شك في أنهم يشعرون بإجهاد أخلاقي بتنفيذ التوجيهات القانونية، التي تدعم سياسة تترك دون مبالاة الملايين من المدنيين الأبرياء تحت رحمة قاتل جماعي.
لقد صرح سابقاً مسؤولون كبار في الإدارة، من وقت لآخر، عن إحباطهم من سياسة الرئيس أوباما، وعبروا عن تحفظاتهم العميقة الخاصة حول فشل حكومتهم في إيقاف أو التخفيف من حملة الأسد في ارتكابه للمجازر الجماعية ضد المدنيين، لقد حان الوقت بالنسبة لهم الآن، للقيام بمحاولة أخيرة لإقناع الرئيس بأنهم ملزمين للتدخل في الواقع في سوريا، وأن مفاوضات السلام غير مجدية، طالما أن الأسد حر طليق، يفعل ما يشاء بكل دموية ضد المدنيين، لقد خاطر واحد وخمسون من المسؤولين المخلصين والفعالين بوظائفهم احتجاجاً على السياسة الخاطئة بشكل عميق والتي أدت إلى نتائج عكسية تماما، ويجب على رؤسائهم الضغط على الرئيس أوباما ولمرة أخرى للتغيير من سياسته، وإذا رفض، فإن خيارهم واضح: الوقوف والدفاع علنا عن أولئك الذين لا يدافع عنهم أحد، أو الاستقالة.
وبغض النظر عما إذا كان يمكن إحداث أي تغيير في السياسة الأميركية أو لا، فقد قام هؤلاء المسؤولين المعارضين الواحد والخمسون بتقديم خدمة لا تقدر بثمن إلى الولايات المتحدة، فقد خففوا بين أوساط السوريين، مفهوم أن الأميركيين هم المتلاعبون الخبيثون الذين لا يهتمون مطلقاً بمعاناة الإنسان وآثارها السياسية الوخيمة، في حين أن أي شخص في البيت الأبيض يميل إلى التشكيك في دوافع هؤلاء المسؤولين الأميركيين الشرفاء، يجب أن يتوقف ويفكر ملياً فيما قام به هؤلاء المعارضين لأجل استعادة ودعم مصداقية الولايات المتحدة وشرفها وقيمها، فقد قدموا لنا معروفا إنسانيا كبيراً.