بلدي نيوز – (عبدالعزيز الخليفة)
تواصل قوات سوريا الديمقراطية "قسد" شن الحملات الأمنية مستهدفة المعلمين في مناطق سيطرتها، في خطوة تهدد العملية التعليمية في شمال وشرق سوريا، حيث تصر على تنفيذ خططها بتجنيدهم وفصل الرافضين للقرار، على الرغم من عشرات المظاهرات الاحتجاجية وعمليات الإضراب عن الدوام التي نظمها المعلمون.
وكانت أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير لها، صدر في 2 آذار الجاري، أن "قسد"، اعتقلت 61 مدرسا في شمال شرق سوريا وفصل 550 تعسفيا من وظائفهم منذ بداية العام.
واعتبرت الشبكة الحقوقية، أن تجنيد المعلمين يؤثر على تعليم قرابة نصف مليون طالب في محافظات الحسكة وديرالزور والرقة، وهي مناطق تخضع لسيطرة "الإدارة الذاتية".
وأشارت إلى أنها وثقت اعتقال 34 مدرسا لتجنيدهم في صفوف "قسد"، إضافة إلى اعتقال 27 معلما بتهمة تدريس مناهج "حكومة النظام"، أطلق سراح 14 منهم في وقت لاحق بعد توقيع تعهد بالتوقف عن ذلك، كما سلط التقرير الضوء على 550 معلما تم فصلهم من وظائفهم بعد رفضهم التجنيد الإجباري.
وعن تفضيل الطلاب المنهاج "الحكومية" على منهاج "قسد"، يقول محمود الماضي وهو ناشط سياسي عمل كمدرس لسنوات في الحسكة، إن السبب الرئيسي الذي يدفع الأهالي لإخضاع أبنائهم وبناتهم لدروات خاصة عند معلمين يدرسون منهاج "تربية النظام"، هو أن المنهاج معترف به ويمكّن الطالب أو الطالبة من متابعة تعليمهم الجامعي، خارج وداخل سوريا، بالجامعات الحكومية أو حتى في مناطق سيطرة "الجيش الوطني" حيث توجد فروع للجامعات التركية.
وأشار "الماضي" في حديثه لبلدي نيوز إلى أن الجامعات التي أنشأتها إدارة "قسد" هي أيضا جامعات ليس معترف فيها إلا في مناطق سيطرة "قسد"، وهذا سبب إضافي يجعل الأهالي يبحثون عن مستقبل مضمون لأبنائهم وبناتهم، رغم النفقات الإضافية التي يتكفلون بدفعها من خلال الدفع لتسجيل أبنائهم بالدورات الخاصة، حيث تغلق "قسد" المدارس النظامية في مناطق سيطرتها.
وعن سبب الاعتقالات التي تستهدف المعلمين، يربط الصحفي وسام محمد المنحدر من ديرالزور، بين الرفض الذي قاده المعلمون والمثقفون في المنطقة لمنهاج "قسد" في ديرالزور العام الماضي، وحملة التجنيد الحالية التي تستهدفهم.
وقال "محمد" بحديثه لبلدي نيوز، إن حملة التجنيد تأتي في إطار السعي لإفراغ المنطقة من المعلمين والمثقفين الذين هجرت "داعش" المئات منهم قبل "قسد" ثم جاءت الأخيرة لتكمل ذلك.
وتابع، إن رفض المعلمين لقرار التجنيد الإجباري الذي أقرته "قسد"، أخذته الأخيرة كحجة لفصل مئات المعلمين وملاحقتهم أمنيا، بهدف اعتقالهم وتجنيدهم، موضحا أن هؤلاء المعلمين كانوا قادوا الحراك ضد فرض منهاج "قسد" الصيف الماضي.
رئيس الهيئة السياسية في الرقة، ناصر الحمود السلامة، يؤكد أن "قسد" ليست بحاجة إلى تجنيد المعلمين للخدمة في صفوفها، وهي تفرض التجنيد الإجباري في مناطق سيطرتها وتضم قواتها آلاف الشباب من المجندين إجباريا.
وأكد "السلامة" بحديثه لبلدي نيوز، إن "قسد" تريد السيطرة على العملية التعليمية وربطها أكثر فأكثر بها، عبر التخلص من المعلمين الحاليين رغم كفاءتهم العالية، واستبدالهم بمعلمين يرتبطون بـ"الإدارة الذاتية" ويرجون لها، يقبلون تدريس منهاجها بدون اعتراض أو حتى مناقشة، دون الاكتراث بمستقبل مئات الآلاف من الطلاب في مناطق سيطرتها.