بلدي نيوز - (غداف راجح)
نفى أحد مفاوضي نظام الأسد في مدينة درعا جنوب سوريا -فضّل عدم الكشف عن هويّته- لـ "بلدي نيوز" صحة الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام من أنّ التفاوض يجري حاليًا على تسليم سلاح الفصائل الموجودة في مدينة درعا وريفها، مؤكدًا أنّ سلاح المعارضة المُتبقي لدى فصائل جنوب سوريا غير قابل للتفاوض.
وادّعت وسائل إعلاميّة أنّ انسحاب قوات نظام الأسد السوري والميليشيات التابعة لها من محيط درعا البلد، أتى مقابل بحث تسليم فصائل المعارضة بمدينة درعا لسلاحها، في حين أكد المصدر في اتصال مع "بلدي نيوز" أنّ الاجتماع الذي جرى في الأمس وأوّل أمس كان للتفاوض على تسليم جنود النظام الذين تمّ أسرهم، بالإضافة لإطلاق سراح المدنيين الذين تم أسرهم من قِبل جنود النظام أثناء حملة الاعتقالات التي شنّها النظام في مدينة درعا قبل يومين، وحتى النظام لم يتطرق لمسألة سحب سلاح المعارضة الخفيف والمُتوسط المُتبقي في أيديهم.
وأشار المصدر إلى أنّ النظام ادّعى وجود بعض عناصر تنظيم داعش في المنطقة التي حاول الدخول إليها، وهو ادّعاءٌ كاذب، بحسب المصدر، وأضاف أن "أي اعتداء على أيِّ قرية أو مدينة أو حي في حوران هو اعتداء على حوران كافة، شكلنا (اللجنة الوطنية المُشتركة في الجنوب السوري) لأجل هذا الغرض".
وأكد المصدر أنّ السبب الرئيسي لاقتحام النظام والميليشيات المُرافقة له مدينة درعا هو اتحاد كافة أبناء درعا في اللجنة الوطنية المُشتركة في الجنوب السوري، حيث اتهم النظام أبناء درعا بالسعي لتشكل فدرالية في الجنوب السوري، وهو الأمر الذي نفاه المصدر جملةً وتفصيلًا، مؤكدًا أنّ عمل تلك اللجنة تنظيمي ومدني بحت، ولا تتلقى اللجنة أيّ دعمٍ دولي.
وكان المتحدث الإعلامي باسم تجمع أحرار حوران أبو محمود الحوراني قال في تصريحات سابقة لـ "بلدي نيوز"، إنّ أعمال اللجنة الوطنية المُشتركة في الجنوب السوري تشمل إنشاء مكاتب خاصة بالعمل الإعلامي وآخر مختص بالتفاوض مع النظام فيما يخصّ المعتقلين وملفات التجنيد الإجباري والمُنشقين، ومكتب آخر قضائي للفصل في القضايا بمدينة درعا خصوصًا وأنّ وجود النظام في مدينة درعا شكلي ومحجم بشكلٍ كبير، ورُبّما يتم تشكيل مكتب أمني لضبط الأمن في المدينة، خصوصًا بعد زيادة وتيرة الاغتيالات في المدينة.
وتناقلت وسائل الإعلام أنّ سبب حملة النظام على مدينة درعا قبل يومين هو سعي النظام الإيراني لوضع قدمٍ له في الجنوب السوري، مُشيرةً لعقد اجتماع سرّي لقيادات إيرانية جرى خلاله بحث عملية أمنية بدرعا تهدف لإنهاء التواجد المسلح للمعارضة السورية بشكلٍ تام، وتمهيد الطريق لسيطرة الميليشيات التابع لإيران هناك.
السعي الإيراني للتواجد في الجنوب السوري يرفضه أبناء حوران وفصائلها المُقاتلة على حدٍ سواء، يقول المصدر: "في حال أرادت إيران اختبارنا فنحن بانتظارها، وفي حال دخول أي مرتزق من الميليشيات الإيرانية أو مرتزقتها التابعين لميليشيات حزب الله لن نأسره، سنقلته فورًا ودون انتظار أي تفاوض، هذا الأمر خط أحمر لنا".