بلدي نيوز - (عبد القادر محمد)
يعاني عدد كبير من الشباب في الشمال السوري من انعدام وجود فرص للعمل والتعليم، حيث وصلت نسبة البطالة بين الشباب لقرابة 80%، ونسبة الحرمان من التعليم حوالي 50%.
إهمال الشباب
يقول الأستاذ "بسام حمشو"، وهو خريج قسم الجيولوجيا "تعرضت فئة الشباب إلى ظلم كبير خلال الثورة السورية من كافة القوى وتم إهمالهم بشكل تام، ولم يكن هنالك حس بالمسؤولية تجاههم وخصوصا فيما يخص التعليم، حيث أن الطفل الذي كان عمره بداية الثورة عشر سنوات الآن عمره 19 عاما، والنسبة الأكبر من هذه الفئة تعد إما أمية أو شبه أمية بسبب المعارك والتهجير وتدمير التعليم بكافة أشكاله وخصوصا المدارس التي سعى نظام الأسد إلى تدميرها".
ويضيف حمشو "لم نرَ من أي قائد عسكري على الإطلاق أي اهتمام بموضوع التعليم بل على العكس ساهموا باستقطاب الشباب للانخراط في حمل السلاح والمشاركة في المعارك، وغالبية هؤلاء الشباب أجبروا على هذا العمل بسبب عدم وجود تعليم وفرص عمل.
إعادة هيكلة المؤسسات
ويرى "حمشو" أن الحل هو إعادة هيكلة لكافة مؤسسات التعليم ووضع خطط مستقبلية ودراسة كافة الحالات التي ظلمت وحرمت من التعليم، وناشد كافة المعلمين ذوي الكفاءات بالعمل على إنشاء شبه مدارس خاصة بأسعار رمزية من أجل إعادة الطلاب إلى مقاعد الدراسة.
الحرمان من التعليم
بدوره، قال "محمد حمدو" مدير المركز الثقافي في دابق، أن هنالك عدة أسباب حول حرمان الشباب من التعليم، أولها عدم الاستقرار والنزوح المتكرر فتجد العائلة مهتمة بتأمين السكن وقوت يومها بشكل دائم ما يغنيها عن الاهتمام بتعليم أطفالها، ثانيا عدم اهتمام المنظمات الإغاثية والمؤسسات العالمية في موضوع التعليم، بل صبت جل اهتمامها بالسلة الإغاثية وأيضا عدم وجود جهة رسمية قادرة على تحمل المسؤولية، وإدراك الخطر الذي سوف نحصد نتائجه من انعدام التعليم والعمل.
وأضاف "حمدو"، أن التعليم يمنح ثقافة لدى الشباب حتى لو لم يكن لديهم عمل، وأكبر دليل على ذلك ترى بأن غالبية متعاطي المخدرات ومن يعملون خلايا لدى تنظيمات إرهابية، لا يجيدون القراءة ولا يحملون أي شهادة، ولذلك فإن العلم إذا لم ينفع في إيجاد فرصة عمل فهو يساهم في تربية جيل يعي ما له وما عليه.
وأشار "حمدو" إلى أن الجميع يتحمل المسؤولية من الحكومة الموقتة إلى الائتلاف إلى منظمات المجتمع المدني وكل من يعمل على الأراضي المحررة.
شهادة طالب
من جانبه، قال الطالب بكري الأحمد، "في بداية الثورة السورية كان عمري ثلاثة عشر عاما، وكنت في الصف السابع ولم يعد هناك مدارس بسبب سيطرة تنظيم داعش على المنطقة، فقمت بالانضمام الى أحد الفصائل العسكرية ومازلت إلى الآن أعمل كعنصر لدى أحد الفصائل، واضطررت لترك الدراسة ولست راضيا عن عملي لكن الظروف حكمت عليّ بذلك، ليس أنا فحسب بل الآلاف من الشباب وضعهم نفس وضعي".
وأضاف "الأحمد"، أن غالبية الشباب في المناطق المحررة لم يعد لديهم أي خيار أما الإنضمام للجيش الوطني أو الشرطة المدنية، وخصوصا المهجرين الذين حرموا من فرص العمل والتعليم والذي هم بحاجة للمال.