بلدي نيوز
أبدى المبعوث الأمريكي الخاص المكلّف الملف السوري جيمس جيفري تفاؤلا حذرا، أمس الخميس، بشأن إمكانية التعاون مجددا مع روسيا لوضع حد للحرب في سوريا، مشيرا إلى أن موسكو قد تكون ضاقت ذرعا رأس النظام بشار الأسد.
وقال جيفري "قد تكون روسيا مستعدة بشكل أكبر الآن.. رأينا بعض المؤشرات في الإعلام الروسي وفي تصرّفات روسية معيّنة.. لتكون أكثر مرونة بشأن اللجنة الدستورية".
وأضاف للصحافيين "قد يكونون على استعداد مجددا للتباحث معنا بشأن طريقة تحل (المسألة) بدون انتصار عسكري، لأنه من الواضح جدا في هذه المرحلة بالنسبة لروسيا أنهم لن يحققوا انتصارا عسكرية.. بكل تأكيد ليس في أي وقت قريب".
وتدعم روسيا إلى جانب إيران، نظام الأسد وكانت موسكو نشرت قوات في سوريا عام 2015 لدعم حملته للقضاء على فصائل المعارضة لنظام الأسد، حيث منع التدخل الروسي سقوط النظام وإعادته سيطرته لمساحات واسعة من سوريا من المعارضة السورية.
وكان السفير الروسي السابق في دمشق ألكسندر أكسينيونوك، نشر مقالا يعكس الإحباط الروسي المتزايد من بشار الأسد، وينطوي على انتقادات قاسية بشكل لم يسبق له مثيل، ولا يتسق مع الخطاب الذي يقدمه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوسائل الإعلام.
وقال الدبلوماسي الروسي -الذي يعد عضوا بارزا في مجلس خبراء مؤثر يخدم الكرملين- إنه "من الصعب في الأغلب التمييز بين مكافحة الإرهاب والعنف الحكومي ضد المعارضة"، مشيرا إلى تصاعد التوتر الأخير في جنوب غرب سوريا، حيث "أصبحت عمليات القتل والتهديد والاختطاف الغامضة أكثر تواترا، وذلك من بين أخطاء أخرى فادحة ترتكبها المخابرات السورية"، موضحا أن أخطاء هذه الأجهزة هي في الواقع مصدر التصعيد.
وبصراحة تخلو من الدبلوماسية موجهة للرئيس السوري، يصف السفير السابق في دمشق "الرشاوى في قطاع التجارة والنقل والعبور والقوافل الإنسانية لصالح سلسلة تتألف من وحدات بعينها من الجيش والأجهزة الأمنية والوسطاء وكبار رجال الأعمال الموالين تقليديا لعائلة الرئيس"، مشيرا إلى تشكل مجموعة مصالح في قمة الدولة لا "تهمها التسوية السلمية".
وكانت وسائل إعلام روسية مؤيدة للكرملين نشرت في أعقاب المقال استطلاعا غير عادي يفيد بأن 32% فقط من السوريين يؤيدون بشار الأسد، مقترحة استبداله، قبل أن يُحذف المقال الذي ظهر على موقع وكالة الأنباء الفدرالية.
وتتبع الوكالة التي وجهت سهامها نحو الأسد لـ"طباخ بوتين" الملياردير يفعيني بريغوجين، الذي يمول مجموعة "فاغنر" للمرتزقة الروس الذين يقاتلون في سوريا إلى جانب قوات الأسد منذ سنوات.
وسبق أن سربت صحيفة روسية خبرا عن شراء بشار الأسد لوحة فنية لزوجته بقيمة 30 مليون دولار، في الوقت الذي يعيش فيه الشعب السوري فقرا مدقعا.
المصدر: فرانس برس + بلدي نيوز