بلدي نيوز - (محمد خضير)
"جسر الشغور" إحدى مدن إدلب تقع على نهر العاصي، وتبعد عن مركز المحافظة 50 كيلومترا، حازت على هذا الأسم من الجسر الروماني القديم والشهير الممتد فوق النهر، هذه المدينة التي لا تزال صامدة بوجه الروسي الآخذ بالتهام المنطقة وفتح الطريق إلى الساحل، تمر اليوم الذكرى الخامسة لتحريرها من قبضة نظام الأسد، من قبل "جيش الفتح" الذي يمثل فصائل المعارضة آنذاك، بعد معارك دامت أكثر من يومين.
ودفعت المدينة الثمن ولاتزال من دم أبنائها، فهي تتمتع بموقع جغرافي بالغ الأهمية بعد أن استعرت الحرب للسيطرة على الطرق الدولية ووصل مناطق سيطرة النظام ببعضها باتجاه الساحل السوري.
وفي ذكرى تحرير المدينة يقول الناشط الإعلامي "مصطفى الأحمد" لبلدي نيوز: "تحررت المدينة بعد معركة ضارية خاضتها عدة فصائل للمعارضة دامت عدة أيام؛ ما بين تحضير وتمهيد واقتحام من عدة محاور، وجاء تحريرها بعد تحرير مدينة إدلب مركز المحافظة بشهرين تقريبا".
وأضاف: "قدمت المدينة وريفها عشرات الشهداء ومنهم القائد المعروف "محمد حسوني" الملقب "أبو حمدي" في فصيل "شام الأحرار"، إضافة لعشرات المدنيين الذين قضوا بقصف الطائرات الحربية على أحيائها".
وشارك في تحريرها عدة فصائل أهمها "حركة أحرار الشام، وحركة أنصار الشام وهيئة تحرير الشام، والمئات من أبنائها، لافتا إلى أن "هيئة تحرير الشام" و"حركة أحرار الشام" استبعدت أبناء المنطقة وتفردت بحكم المدينة.
وأشار إلى أن أهمية المدينة تأتي من موقعها الواصل بين الداخل والساحل السوري، فهي تعتبر بوابة الساحل أحد أهم قلاع ومعاقل النظام، وخضوعها لقوى الثورة يشكل تهديدا حتى لقاعدة حميم الروسية، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي على أوتستراد m4، ما جعل النظام وروسيا وإيران يعملون على إستعادتها.
ويرى المتحدث أن السيطرة على المدينة سيفتح الباب للسيطرة على كامل محافظة إدلب حسب رؤية النظام، وعمل على ذلك بعد عام من التحرير حيث حاول التحشيد للمعركة، لكنه اصطدم بمقاومة شرسة أحبطت فكرته بالتقدم نحو المدينة فآثر القصف على التقدم.
ولا يغيب عن الذاكرة أن نظام الأسد في ثمانينيات القرن الماضي، ارتكب مجازر مروعة بحق سكان جسر الشغور، لم يكن لها الحظ في أن تنقلها عدسات الكاميرات، إلا أن إرادة الحياة والتمسك بالأرض دفعت سكانها للعودة بالرغم من القصف وتدمير المنازل.