بلدي نيوز - حماة ( مصعب الأشقر)
تهاوت أسعار المحاصيل الزراعية في سهل الغاب بريف حماة الغربي بشكل ملحوظ مقارنة مع ارتفاع أسعار الوقود وسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، إضافة إلى المخاوف الأمنية التي يعانيها المزارعون هناك من عودة القصف أو إعادة فتح النظام جبهة هناك نتيجة حساسية موقع السهل جنوب طريق "م4".
وبحسب المزارع "خالد العلي" من ناحية الزيارة؛ فإن أسعار محاصيل الخضروات هبطت إلى أدنى مستوياتها بالتزامن مع جني محاصيل الخيار والكوسا وسواها من الخضروات.
ارتفاع الوقود
وقال العلي "ندفع اليوم ثمن لتر المازوت 800 ليرة سورية، لإتمام عملية الري من الآبار الارتوازية التي تحتاج 7 لتر كل ساعة، في حين تحتاج عملية ري محصول الخيار أكثر من 25 عملية ري حتى نجني المحصول.
وأضاف العلي "نبيع اليوم كيلوغرام الخيار بسعر 250 ليرة سورية، والكوسا بـ 300، والبصل بـ 250، في حين سعر صرف الدولار الواحد وصل إلى 1250 ليرة، حيث أننا نبيع 10 كيلو غرام خيار لشراء الخبز فقط دون التطرق للمصروف الكبير الذي تكفلناه على المحاصيل الزراعية".
ونوه أنه منذ تعاظم أزمة كورونا وإغلاق المعابر الداخلية مع شمال وغرب حلب والخارجية مع تركيا ومناطق قسد والنظام، تهاوت أسعار المحاصيل التي لم تسد ربع التكاليف التي صرفنها من أموالنا المدخرة للطعام من جهة والتي استدناها من جهة أخرى.
غياب الدعم
بدوره، طالب المزارع "خالد الجاسم" من الحكومة المؤقتة والهيئات والمنظمات العاملة في الشمال السوري، النظر بوضع الفلاح ودعمه من خلال تزويد الآبار الارتوازية بمازوت مدعوم مخفف عن سعر السوق، سيما بعد توقف السدود التخزينية عن العمل.
ولفت أن آلاف المشاريع يتم تنفيذها من قبل المنظمات على مواضيع كمالية والأولى أن تولي الزراعة في منطقة الغاب الاهتمام الأكبر والتي تؤمن لآلاف العوائل الاكتفاء الذاتي والعمل المستمر.
وكانت عدة معابر أغلقت نهائيا عن محافظة إدلب منذ تعاظم انتشار فايروس كورونا، مما اقتصر بسوق تصريف الخضروات على أسواق إدلب فقط، والتي حققت اكتفاء داخليا، مما أدى لتدني أسعار المحاصيل وضرر كبير بالفلاح.
انحسار الزراعة بالسهل
وشهدت منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، غيابا تاما للزراعة في الموسم الحالي 2020 جراء الحملة العسكرية التي أطلقها النظام وميليشيات إيران بدعم روسي على المنطقة منذ مطلع العام الحالي، في ظاهرة تعد هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 50 عاما، واقتصرت الزراعة فقط على ناحية الزيارة الموجودة في المحرر.
وفي تصريح خاص للمهندس الزراعي غسان عبود لبلدي نيوز؛ قال إن "غياب الزراعات هذا العام عن السهول الزراعية والتي يقدر مساحتها بـ 200 ألف هكتار، تعود للعملية العسكرية التي أطلقتها قوات النظام وميليشيات إيران وتقدمهم على بلدات وقرى عديدة في المنطقة".
وأضاف؛ "لم يستطع المزارعون الوصول إلى حقولهم هذا العام وزراعتها إلا في ناحية الزيارة، ما ينذر بكارثة حقيقية تلقي بظلالها على المزارعين أولا، والذين سيعانون من الفقر والبطالة، إضافة لارتفاع أسعار الخضروات والقمح في الأسواق، مما سيسهم بأزمة اقتصادية حقيقية، سيما أن منطقة الغاب تعد السلة الزراعية الرئيسية للشمال السوري".
وأكد العبود أن منطقة سهل الغاب لم تغب عنها الزراعات والغطاء الأخضر منذ استصلاح منطقة الغاب في العام 1968 إلا أن جرائم النظام وميليشياته، أبت إلا أن تخلق واقع تصحر جديد يقضي على مخزونات البلاد واقتصادها.
يشار إلى أن قرى وبلدات سهل الغاب وجبل شحشبو غرب حماة وما تحتويه من سهول خصبة ومراعي طبيعية كانت من أولى المناطق في إنتاج المحاصيل الصيفية وانتاج الحليب وتصديره إلى مختلف المحافظات السورية سيما مدينة حلب.
وكانت قوات النظام شنت عملية عسكرية واسعة في أيار العام الماضي سيطرت خلالها على عدة بلدات في ناحية قلعة المضيق جنوب سهل الغاب، وأتبعتها بعملية ثانية أواخر الشهر الماضي، أجبرت ما تبقى من سكان السهل على مغادرة بلداتهم وحقولهم.