بلدي نيوز
يتعقد المشهد في إدلب مع إصرار روسيا على متابعة تقدمها العسكري غير مكترثة بالأزمة الإنسانية الكبيرة في المنطقة، وغير آبهة بموقف شريكها التركي، حيث تواصل تركيا حشد قواتها والإعلان عن تمسكها بإدلب لاعتبارات قالت إنها تتعلق بأمنها القومي أولا وحماية المدنيين هناك ثانيا.
ونشرت صحيفة "صنداي تليغراف" تحليلاً لـ "تشارلز ليستر" حول الصراع الجاري شمال سوريا بعنوان: "لماذا لا يمكن لأردوغان التراجع عن الصدام مع الأسد وروسيا"، لافتة إلى أن الأزمة عبر حدود بلاده الجنوبية تمثل مشكلة بقاء، فالرجل يقع بالفعل تحت ضغوط محلية لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم لكنه في الوقت نفسه يواجه موجة جديدة من النازحين على حدوده.
وقال "ليستر" وهو باحث في شؤون مكافحة الإرهاب في معهد دراسات الشرق الأوسط، إنه "خلال 90 يوماً من القصف الوحشي لإدلب شمال سوريا نزح نحو مليون شخص أغلبهم من النساء والأطفال عن منازلهم".
ولفت إلى أن "الأسوأ بالنسبة لتركيا هو الهزيمة في إدلب، لأنها ستؤدي إلى أضرار عسكرية تلحق بجيشها في مناطق أخرى شمال سوريا ولا يمكن إصلاحها، حيث يُنظر إلى هذه المناطق داخل تركيا على أنها حزام أمني في مواجهة التهديدات الإرهابية من جانب الجماعات الكردية المسلحة".
وأضاف "ليستر": "لهذا السبب كانت تركيا مهتمة بالتدخل شمال سوريا ووقف تقدم قوات النظام، وقد نقلت تركيا حتى الآن قوات عسكرية داخل إدلب وحولها، أكثر مما تمتلك الولايات المتحدة من قوات في سوريا كلها، وعلاوة على ذلك دفعت بدبابات ومدرعات وبطاريات مدفعية لا حصر لها علاوة على قاذفات صواريخ أرض- أرض وعدة بطاريات صواريخ أرض- جو".
وأشار الكاتب إلى أنه "بهذه الحشود العسكرية أصبح لدى أكبر جيوش حلف شمال الأطلسي (الناتو) المقدرة على فرض الواقع وإلحاق خسائر فادحة بقوات نظام الأسد، وإجبار اللاعبين الفاعلين في الساحة على الالتزام بخط وقف إطلاق النار على أقل تقدير".
المصدر: وكالات