تأتي تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول رغبته في لقاء رئيس النظام بشار الأسد في إطار محاولات تركيا لتطبيع العلاقات مع النظام السوري، بعد سنوات من التوتر بسبب موقف تركيا الداعم للمعارضة السورية. خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أردوغان قبل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد أن بلاده أظهرت استعدادها لعقد لقاء مع الأسد، لكنها لم تتلق أي رد من النظام حتى الآن.
تسعى تركيا إلى تحقيق تضامن بين البلدين المسلمين، وفقاً لأردوغان، الذي يعتقد أن هذا اللقاء قد يفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية. ورغم ذلك، أكد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جليك، أن من الصعب تحديد جدول زمني دقيق لهذا اللقاء، مشيراً إلى وجود خطة ثلاثية المراحل تتابعها الأجهزة الاستخباراتية وتشمل مراحل لاحقة تتعلق باجتماعات وزراء الخارجية والدفاع.
أردوغان أبدى مرونة في وقت سابق من العام بدعوة الأسد إلى زيارة تركيا بالتنسيق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأوضح أن مثل هذه الدعوة قد تكون بداية لعملية جديدة. تأتي هذه التطورات في ظل تجديد تركيا سعيها لتطبيع العلاقات مع النظام، بهدف مواجهة حزب العمال الكردستاني (PKK) شمال شرقي سوريا، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
هذه التصريحات تعكس توجهاً دبلوماسياً من تركيا في ظل إعادة تقييمها لأوضاع المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالأمن القومي ومخاوفها من تزايد نفوذ الأكراد قرب حدودها، ما يدفعها لمحاولة بناء جسور مع النظام السوري، رغم العوائق السياسية والإنسانية التي قد تواجه هذا المسار.