بلدي نيوز – دمشق (محمد أنس)
تحدثت وكالات إعلامية روسية عن تعاطي شبان سوريين للمخدرات والحشيش بكميات كبيرة في مناطق سيطرة نظام الأسد، فيما يرى مهتمون بالشأن السوري أن ذلك سببه إرهاب نظامي دمشق وموسكو ضد الشعب السوري منذ خمس سنوات.
"وكالة سبونتيك" الروسية تحدثت أن" الحرب الطاحنة التي تمر بها البلاد، تضم في رصيدها على مدار الساعة حصيلة دمار جديدة للشباب، والذين بدورهم دمرت لغالبيتهم، طموحاتهم الدراسية والعملية والاجتماعية بدرجة أولى، غير الخاسرين على الصعيد العائلي أو الفردي الكثير، كل هذا ترافق تلقائياً مع الهبوط الهاوي للاقتصاد مع قلة فرص العمل وانخفاض الأجور، وما يتبع من تأثيرات ساعدت بعامل الكآبة والفراغ لشباب الداخل ضغوطات متراكمة ومكبوتة للكثيرين، كان السبيل الوحيد للهروب منها هي المواد المخدرة التي عسى للكثيرين أن تكون مهربهم نحو النسيان المؤقت، إذ تفشت بشكل علني وظاهر على ما هو عليه قبيل اندلاع الحرب".
وأضافت "لا تعتبر سوريا مكان مفضل لزراعة المواد المخدرة والحشيش أو مكان لتصنيع لمواد مخدرة حتى، بل كانت دائما تعد من الدول المستهلكة ومن دول الترانزيت، ولكن نتيجة اندلاع الفوضى والحرب ظهرت بشكل علني تجارة المخدرات بجميع أنواعها وسط غياب واضح لأجهزة المكافحة والرقابة".
وقالت سبوتنيك إنها حققت بهذا الموضوع، بعد سلسلة من عمليات البحث، للتحدث بشكل مباشر مع متعاطيين شباب وتجار يعملون في الداخل، لمعرفة حقيقة ماذا يحصل، وما الدوافع لذلك، وما الذي ساعد بتفشي ظاهرة صعود المواد المخدرة إلى العلن في الشوارع ومن داخلها المقاهي والحانات السورية.
فراس، أحد الشباب في دمشق والذي يتعاطى مادة الحشيش، يقول لـ"سبوتنيك"، "لا أعرف من أين ابدأ ولكن ببساطة كشاب سوري دمرت طموحاتي بشكل كامل هنا، أخرج للعمل من الصباح الباكر إلى آخر الليل، لم أعد أجد شيء قادر أن ينسيني مشاكلي وتعبي سوى الحشيش الذي قادر عن طريقه أن أنسى ما أنا به".
ويضيف صديقه، علي، "الحشيش أصبح مادة رخيصة مقارنة بمواد أخرى مدخنة، بألف ليرة يمكن أن نستمتع، يجتمع العديد من المدخنين بها ضمن غرفة واحدة، وحالتنا الاقتصادية كحال غالبية الشباب سيئة جدا، ولا يوجد شاب منا إلا لديه من الضغوطات ما يجعله بحالة نفسية متعبة والمخدرات المتنوعة أصبحت أكثر الأشياء المفضلة لدينا للهروب والارتياح".
غير أن مضر له رأي آخر بقوله، "في ظل كل هذ المآسي التي نعيشها، كلنا نريد أي شيء ليفرحنا ويغير من مزاجنا والحشيش هو المساعد الذي رأيته قادر على تحقيق لي ذلك، كنا في السنين الماضية نخاف من حمل الحشيش أو ندخنه على العلن، أما الآن أصبح أمر طبيعي ولا أحد "لا شايف ولا شامم"، على حد وصفه".
يلقب التاجر البائع للحشيش بـ"الديلر" بين وسط الشراء والبائعين، وهو المسؤول عن تأمين هذه المادة والتحكم بسعرها وطريقة بيعها، والمتحمل الأكبر لأي عقوبة قانونية، وتحدثت الوكالة مع أحد التجار المعروف بـ"أسامة"، لمعرفة أسعار وطرق التعامل وخصوصاُ في هذه المرحلة، ويوضح، أسامة بقوله، "أنا أعمل بهذه المهنة كما أعتبرها منذ زمن كان الهاجس والخوف الوحيد هو وحدات المكافحة والمراقبة، أما الآن فهي مختفية بشكل شبه كامل، وأصبح هنالك إقبال كبير على المواد المخدرة بين وسط الشباب بشكل تام ومركز".
1500 ليرة سورية فقط قادرة أن تحصل على قطعة جيدة من الحشيش تدخن ليومين أو ثلاثة، غير بعض المواد التي تشترا بالأوزان، ويختلف أسعارها بدايتا من 1000 ليرة وصولاً إلى مئات الآلاف حسب الجودة والنوعية إن كان حشيش أو مخدرات أو حبوب لتصل لأنواع عديدة".