بلدي نيوز – إدلب (ليلى حامد)
أدى استمرار القصف إلى توقف تدفق الطلاب إلى مدارسهم بريف إدلب، وخاصة بعد تعمّد طائرات النظام وروسيا استهداف المرافق الحيوية كالمشافي والدوائر العامة والمساجد ومنها المدارس أيضا.
ويقول خالد الأسعد، وهو معلم في إحدى مدارس إدلب "إنّ النظام تعمد طيلة السنوات الماضية إخراج المدارس عن الخدمة، بل إن اﻷدهى تحويلها في مناطقه بدايات الحراك ضده إلى مراكز إيواء".
ويواصل النظام والروس خطتهم الممنهجة في استهداف المراكز التعليمية في المناطق المحررة، كسياسة أمر واقع، والملفت أنها دون ذرائع وحجج تبرر هذا اﻻستهداف، وفق الناشط "عمر الحلبي".
وفي الصدد؛ أصدرت مديرية التربية والتعليم في إدلب، أمرا إداريا، تم بموجبه تأجيل الدوام الدراسي، من 7 أيلول حتى تاريخ 21 أيلول لقادم.
وأتت هذه الخطوة نتيجة الخشية على أرواح الطلاب والكادر التعليمي، من الهجمة الممنهجة على المدارس من طرف الروس والنظام.
بالمقابل؛ عاد القرار بالتأثير السلبي على الروح المعنوية للطلاب والمعلمين، حيث تعتقد الآنسة "أميرة محمد" مديرة إحدى المدارس في ريف إدلب؛ أنّ القرار منطقي، إﻻ أنه في النهاية يعكس الواقع السيء الذي أثر على سير العملية التعليمية.
واعتبرت أميرة محمد أنّ النظام باستهداف المدارس، أو حتى التهديد بضربها، هو أحد أدوات تعطيل العلم في المنطقة المحررة، ومنهجٌ يكشف إجرامه في محاربة أبناء معارضيه.
بينما ترى الآنسة "نهاد العائدي"، مدرسة مادة الرياضيات في إحدى مدارس ريف إدلب؛ أنّ إجرام النظام وروسيا تجاوز قتل الروح، وانتهاك حرية وحق التعليم للأطفال.
وأضافت "اعتدنا على الأمر نحن الكبار، لكن القضية متعلقة بمستقبل اﻷبناء وشريحة عمرية تسربت خوفا وهربا من الموت، ومن الطبيعي أن تجر تبعات مستقبلية على واقع البلاد في وقت ﻻحق".
وحصلت بلدي نيوز على نسخة من التعميم الذي سمح بقبول الطلاب النازحين في المدارس وتقديم كافة التسهيلات اللازمة، فيما يتعلق بالثبوتيات.
وﻻقى التعميم قبوﻻ من طرف ذوي الطلاب النازحين، والطلاب أنفسهم.
بالمقابل؛ يعتقد عدد من الطلاب أنّ مسؤولية ما يحدث تقع على عاتق النظام، إﻻ أنّهم حملوا حكومة "اﻹنقاذ" ومديرية التربية مسؤولية أخرى.
وطالب "مؤيد" وهو طالب في المرحلة الثانوية بإيجاد بدائل تعليمية باستخدام تطبيقات اﻹنترنت وهي متاحة، منوّها إلى أنّ العوائل لن تبخل في المساعدة لتعليم أبنائها.
واعتبر مؤيد أنّ البقاء داخل صندوق مغلق، سيعني كارثة قريبة، وتخريج جيل فاشل، حسب وصفه
فيما قال معتز طالب في الثالث الثانوي بريف إدلب "ليس الهدف من التعليم الدوام في المدارس فقط، بناء عليه يتوجب إيجاد طرق للتواصل بين الكادر التعليمي والطالب، واﻹنترنت وفر هذه الميزة، يجب استغلالها سريعا".
وأشار عددٌ من الأساتذة إلى ضرورة توحيد الجهود قبل فوات اﻷوان، معترفين بالتقصير من طرف إدارة التربية عموماً.
يذكر أنّ فريق "منسقو استجابة سوريا"، أحصى في منتصف شهر تموز الفائت المدارس والمنشآت التعليمية التي تعرضت للقصف من قبل قوات النظام وروسيا في إدلب وريفها، خلال خمسة أشهر ماضية.
وأفاد الفريق في بيانه؛ أن عدد المدارس المستهدفة من قبل قوات النظام وروسيا منذ تاريخ 5 كانون الثاني 2019 وحتى 17 تموز، بلغ 91 مدرسة ضمن المجمعات التربوية التابعة لمديرية والتعليم في محافظة إدلب.
ولفت تقرير سابق لـ "منسقو اﻻستجابة" إلى أنّ المدارس التي تعرضت للقصف وخرجت عن الخدمة، توزعت على المجمعات التربوية لمدن وبلدات إدلب، وهي 25 مدرسة في مجمع مدينة خان شيخون، و7 مدارس في مجمع مدينة كفرنبل، و5 مدارس في مجمع أريحا، و3 مدارس في مجمع جسر الشغور، و3 مدارس في مجمع إدلب التربوي، ومدرسة واحدة في مجمع مدينة معرة النعمان.