بلدي نيوز - (ليلى حامد)
يقع عبء كبير مما يجري على اﻷرض على عاتق النسوة اللائي يشاركن الرجال، ويقتسمن معهم هموم الهجمة الشرسة على ريف إدلب.
وتحكي السيدة خالدية العوض، من سكان خان شيخون، قصة نزوحهم، إثر استهداف الطيران الروسي لمدينتهم، وتقول؛ "خرجنا في أول أيام عيد اﻷضحى، ولم نصطحب معنا إﻻ أرواحنا، فراراً من الموت".
وأردفت؛ "مهمة نصب الخيم في العراء تقاسمناها مع الرجال، إﻻ أنّنا حملنا على عاتقنا، توضيبها من الداخل، بعد أن قدمت إلينا إحدى المنظمات مساعداتٍ عاجلة".
وتشرح "العوض" لبلدي نيوز، ما تصفه بإحدى أبرز مشاكل النسوة، وتقول؛ "فكرة الاستحمام وقضاء الحاجة، دون إيجاد ما يسترنا، تمثل حالة مقلقة، ومحبطة".
وأردفت بهمسٍ ﻻ يكاد يسمع؛ "علينا أن نسير بعيداً عن اﻷعين، من أجل قضاء الحاجة واﻻستحمام، ونعتمد على إحدى بناتنا لتوفير غطاء لنا"، واستطردت؛ "لا تنتهي المسألة عند وجود المكان وما نواري به أنفسنا، ففي معظم اﻷحيان نفتقد للمياه النظيفة، وغالباً ما نعتمد على ما تقدمه إلينا بعض المنظمات الإنسانية من صهاريج مياه وخدمات".
ويشار إلى أنّ المخيمات تواجه معضلاتٍ شتى، وثقتها تقارير مختصة؛ تؤكد وجود امرأة حامل من كل ثلاث عائلات، و51 بالمئة فيها طفل رضيع، و48 من العائلات فيها أطفال مصابة بالإسهال بسبب تلوث المياه.
وقارب عدد العائلات النازحة التي وصلت ريف إدلب الشمالي، ما يقارب الـ"ستة آلاف عائلة" حسب تقرير "منسقو الاستجابة السورية" الصادر يوم الأربعاء 14 آب/أغسطس الجاري، بعد تدمير 40 قرية بالكامل حسب ذات التقرير.
وبالعودة إلى السيدة "خالدية العوض" التي أكدت أنّ ثمة ما ﻻ تستطيع البوح به، بعد أن أشاحت بوجهها بعيداً، وأخرجت منديلاً من قماشٍ ملون، يبدو وكأنه بقايا ثوب، تمسح به دمعتها، رافضةً اﻻستمرار في الحديث.