بلدي نيوز – (حسن عبيد)
خلّفت الحرب التي يشنها النظام على الشعب في سوريا، العديد من المآسي والأحزان التي تركت أثراً كبيراً في حياة المدنيين، والذين زاد من معاناتهم النزوح لمرات عديدة دون أن يتاح لهم الاستقرار والحياة بأدنى الشروط الإنسانية.
ومن بين تلك القصص، ما جرى مع الأرملة "رفعة العبد الله" التي تجرعت مرارة النزوح لعدة مرات؛ ففي عام 2012 نزحت مع زوجها باتجاه مناطق ريف حمص الشمالي إلى مخيم الغجر التي تعرض للقصف والحصار لعدة سنوات ليستشهد زوجها بقصف الطيران الروسي على سوق الخضروات أثناء بيعه للفواكه على "بسطة" في ذلك السوق.
تقول العبدالله لبلدي نيوز، إنها نزحت من مناطق في ريف حمص الشمالي في الشهر الخامس إلى مناطق الشمال السوري في مخيم ميزناز غرب حلب، ومن ثم إلى مخيم آخر في تل الكرامة شمال إدلب ليستقر بها الحال في مجمع حميشو على الطريق الواصل بين أريحا وسراقب".
وتضيف "أعيش أنا وأولادي الأربعة في المجمع مع 30 أرملة أخرى، دون أن يحمينا هذا المأوى من برد الشتاء ولا حر الصيف، بسبب تهدم أجزاء منه، وعدم وجود أبواب أو نوافذ بالإضافة لعدم توفر حمامات أو مرافق صحية".
وعن الحالة المادية، تقول العبدالله "إن حالتي كحال باقي الأرامل، لا نمتلك أي شيء، وأحياناً أعمل في جمع الحجر لمدة ثلاث ساعات مقابل 800 ليرة سورية كي أطعم أولادي، وفي بعض الأحيان يأتي أهل الخير ويقومون بتوزيع بعض الغذاء لنا".
ومع حلول فصل الشتاء، قالت العبدالله "لا نملك أي شيء لنقوم بحرقه لنتدفأ عليه أنا وأطفالي، ولم يقدم لنا أحد أي مساعدة لهذه اللحظة بالإضافة إلى حاجتنا للباس الشتوي لكي نقي أنفسنا من البرد".
وأضافت "أولادي ومعظم الأولاد داخل المجمع لا يذهبون إلى المدرسة لتقلي التعليم، بسبب عدم وجود مدرسة وبعد المسافة بين المجمع والمدارس داخل سراقب"، وناشدت العبدالله "المنظمات الإنسانية للنظر بحالها وحال باقي الأرامل والأولاد الموجودين في المجمع وتقديم الدعم والمساعدة لهم".
ولا تقتصر الحالة المتردية على حياة "رفعة العبدالله" فقط، إنما تشمل جميع رفيقاتها من الأرامل داخل المخيم، اللواتي خسرن أزواجهن بسبب آلة النظام وروسيا العسكرية، ما جعل منهن غير قادرات على تحمل أعباء الحياة الشاقة لوحدهن.