بلدي نيوز
زعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الإدارة الأميركية لا تدري ماذا ستفعل في حال رحيل الأسد عن السلطة، جاء ذلك في مقابلة مع "Financial Times".
وأتى حديث بوتين في معرض رده حول موقفه من بقاء الأسد في السلطة، حيث قال: "عندما تحدثنا حول هذا الموضوع مع الإدارة الأميركية السابقة، طرحنا عليهم سؤالاً، ماذا سيحدث غداً في حال رحيل الأسد اليوم؟"، والرد كان: لا نعلم، وإذا كنتم لا تعلمون ماذا سيحدث غدا، لماذا تحرقون الجسور اليوم؟، هذه الصورة قد تبدو مبسطة، لكن هذا هو الوضع الحقيقي".
ويعتبر محللون أن تصريح الريس الروسي يعبر عن استغباء واضح للمتلقين، حيث أن حتى المعارضة السورية المختلفة في بعض أطيافها قد درست ووضعت خططاً في حال سقوط الأسد منذ بدايات الثورة، فكيف الحال بالدول العظمى كالولايات المتحدة.
ويرى البعض أن استمرار إطلاق الروس لهذه التصريحات "المتذاكية"، يؤكد على عدم وجود أي تصور سياسي من قبلهم للحل في سوريا، سوى استخدام وحشيتهم العسكرية في تثبيت الأسد في الحكم رغم عن السوريين.
وتابع بوتين بالقول بحسب موقع الكرملين الذي نشر المقابلة قبيل انطلاق أعمال قمة "G20" في أوساكا اليابانية: "لهذا السبب نفضل التفكير مفصلاً في الأمر ودراسته دون استعجال، بالطبع ندرك جيدا ماذا يحدث في سوريا، وهناك أسباب داخلية لهذا النزاع ويجب حلها، لكن هذا التحرك يجب أن يأتي من الجانبين، وأقصد الطرفين المتنازعين".
وقال بوتين رداً على سؤال حول الخطر الذي كان يحيط بقرار التدخل في سوريا: "كبير بما فيه الكفاية، لكنني فكرت في هذا الموضوع مسبقا وجيدا وقيمت كل الملابسات والإيجابيات والسلبيات، كما قيمت سيناريوهات تطورات الأوضاع حول روسيا وما هي التداعيات بالنسبة إليها، وتحدثت عن ذلك مع المساعدين والوزراء، وليس فقط من الأجهزة الأمنية العسكرية وإنما مع كبار المسؤولين الآخرين، واعتبرت في نهاية المطاف أن النتيجة الإيجابية من مشاركتنا النشطة في الشؤون السورية ستكون بالنسبة إلى روسيا ومصالحها أكبر بكثير من تداعيات عدم التدخل والتفرج السلبي على تنامي قوة الإرهاب الدولي قرب حدودنا".
وتابع الرئيس الروسي تعليقا على تبعات قرار التدخل في التطورات السورية: "أعتقد أنها جيدة وإيجابية، وحققنا أكثر مما كنت أتوقعه، أولا تم القضاء على عدد كبير من المسلحين الذين خططوا للعودة إلى روسيا أو دول جوارها التي لا نقيم نظام تأشيرات الدخول معها، وثانيا تمكنا في أي حال من الأحوال من إرساء استقرار في المنطقة القريبة منا جغرافيا، وهذا أيضا أمر بالغ الأهمية".
واستطرد الرئيس الروسي مبينا: "رابعا أقمنا علاقات جيدة وعملية مع كل دول المنطقة، ومواقعنا في الشرق الأوسط أصبحت أكثر استقرارا، وقمنا حقا ببناء علاقات طيبة وعملية وقائمة على مبدأ الشراكة، وأحيانا حتى بعناصر التحالف، مع كثير من دول المنطقة، ليس فقط مع تركيا وإيران، وإنما مع بلدان أخرى".
ويستقرأ البعض من حديث بوتين أن السياسات الروسية في سوريا تمكنت من استغلال تدخلها العسكري لصالح قتال المتشددين الإسلاميين من دول آسيا الصغرى، وفتح علاقات إقليمية في الشرق الأوسط، بالإضافة لجعل سوريا
المصدر: المدن