تحت لواء "أنزور".. شبيحة الفن في مسرحية البرلمان - It's Over 9000!

تحت لواء "أنزور".. شبيحة الفن في مسرحية البرلمان

بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)
لطالما عمد نظام حافظ الأسد إلى تكريس عضوية مجلس الشعب السوري كتكريم لمن دانوا له بالولاء وحققوا إنجازات اجتماعية أو ثقافية عاد مردودها بالنفع عليه، ومن هؤلاء فنانون ورياضيون وشخصيات عامة، برز منهم صباح فخري وصباح عبيد وأيمن زيدان ومحسن غازي وآخرون، وعلى نهج نظام أبيه يتابع رئيس النظام بشار الأسد تكريم هؤلاء ممن ليس لهم مكان في الصف الأول من القيادات في الحكومة أو دوائر القرار.
ويبدو أن أشهر المكرمين بعضوية الدورة البرلمانية القادمة سيكون المخرج "العالمي" نجدة إسماعيل أنزور الذي رشح نفسه عن مدينة حلب للانتخابات التي ستجري في 13 من إبريل القادم، ليقود مجموعة من الفنانين الذين أعلنوا ترشحهم أيضاً، واللافت أنهم عتاة الشبيحة الذين أعلنوا ولاءهم المطلق لسيدهم "قائد الوطن"، ومنهم من اعتزل الفن والتحق بصفوف الميلشيات الطائفية لقهر إرادة الشعب.
مرشحون بدرجة قتلة
أكثر من 11300 مرشح تقدموا لنيل "شرف" عضوية برلمان الأسد في هذه الدورة التي تعتبر مناورة سياسية يستخدمها النظام كورقة للضغط في مؤتمر جنيف.
وعلى سيرهم الأعمى وراء أوهام النظام، تقاطر زعماء القتل وأنصاره للانخراط في هذه التمثيلية، من موالين وشيوخ عشائر وتجار مخدرات واقتصاديين زادوا ثراء باستثمار أزمات الناس، وصولاً إلى الفنانين الذين من المفترض أن يمثلوا الناس لا أن يمثلوا عليهم.
وبرز من الفنانين المرشحين لهذه الدورة زهير رمضان وعارف الطويل وتوفيق اسكندر الذي ظهر غير مرة متنكباً بندقيته دفاعاً عن بشار الأسد ونظامه. ويتزعم المخرج نجدة أنزور جوقة الفنانين المرشحين، خاصة مع توقيت عرض فيلمه الأخير "فانية وتتبدد" في طرطوس مؤخراً مع تقديم ترشيحه لعضوية برلمان الأسد.
ويرى الناقد والكاتب الصحفي محمد منصور أن نظام الأسد تعود على امتطاء الفنانين وتجنيدهم كأبواق بلا أي عناء يذكر في تدجينهم. والسبب في ذلك تدني مستوى الغالبية العظمى منهم ثقافياً وأميتهم السياسية واستشراء قيم المادة والمنفعة التي جعلت المال - حتى في معايير الفن واختيار الأدوار- قيمة القيم لديهم.
نجومية موهومة
كان سلوك الشريحة الكبرى من الفنانين المناصرين للقتل والإجرام امتدادا طبيعياً لمن يعرف الوسط الفني من الداخل، وإن فوجئ المشاهدون حين رأوا البون الشاسع بين ما كان يتبجح به البعض في مقابلاتهم أو من خلال بعض المسلسلات والمسرحيات الجريئة، وبين وضع الأحذية فوق رؤوسهم بالمعنى الحقيقي والمجازي معاً.
واستمرت محاولات النظام لاستثمار هؤلاء في كل سانحة - وفق الناقد الفني منصور-، فدفع ببعض الفنانين في بداية الثورة للظهور إعلامياً كمحللين سياسيين للمؤامرة الكونية، ظناً منه أن جماهيرية هؤلاء ستجعل الناس تسمع كلامهم وتعود إلى بيوتها، لكنه اكتشف فجأة هو وهؤلاء الفنانون الموهومون بمحبة الناس، أن الناس باتت تميز جيداً بين التمثيل والحقيقة، فلم تؤثر كل دعوات ودموع وصياح الفنانين الشعاراتي على الشاشات في زحزحة الناس عما خرجت ودفعت ثمناً باهظاً من أجله.
وعن تقاطر الفنانين إلى مجلس الشعب يضيف محمد منصور في حديثه لبلدي نيوز: "محاولة الفنانين دخول ما يسمى (مجلس الشعب) قديمة، وقد نجح العديد منهم في دخول المجلس بالتزكية أو التعيين في قوائم مسبقة الفوز، لكن الناس كانوا يتعاملون مع حملات ترشيحهم باستخفاف، شأنهم شأن معظم المرشحين الآخرين".
ومع قدم الظاهرة يبقى الجديد فيها أن المرشحين اليوم أمثال نجدت أنزور هم الأكثر سفاهة والأكثر إسفافاً في التعبير عن موقفهم المؤيد للنظام، والمتعامي على كل جرائمه.
ويختم منصور بالقول: "لا أعتقد أن المسألة هنا مكافأة، بقدر ما هي إفراز لمرحلة اصطفاف متدني المستوى، فنجدت أنزور مثلاً لا يحمل شهادة دراسة إعدادية، والمطلوب اليوم هو هذا النمط من الأشخاص الانفعاليين الاستعراضيين الذين خرجوا من سوق المهنة، وباتوا يتسكعون في دهاليز التملق السياسي".

مقالات ذات صلة

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

الولايات المتحدة ترفض إفلات نظام الأسد من المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية

"الشبكة السورية" تطالب بمحاسبة الأسد في الذكرى الـ11 لهجوم الغوطة الكيميائي