ثمانينية تحلم بالخروج من مضايا لتلقي العلاج - It's Over 9000!

ثمانينية تحلم بالخروج من مضايا لتلقي العلاج

بلدي نيوز – ريف دمشق (جواد الزبداني)
تتمنى الموت في المشفى على الموت في سريرها الذي تصفه بـ"السجن"، أمنية لسيدة في خريف عمرها، تعاني من أمراض عديدة، وحلمها الوحيد هو الخروج من الحصار لتلقي العلاج في مشفى، لتعلم فقط ما هي إصابتها.
السيدة "عزيزة إبراهيم" صاحبة الثمانين عاما، تعاني وأبناء بلدتها من آثار الحصار المفروض عليهم من عناصر ميليشيا "حزب الله"، وأصبحت رقماً إلى جانب 300 مريض هم بأمس الحاجة للعلاج العاجل.
تتهم السيدة "عزيزة" ميليشيا "حزب الله" وقوات النظام بحصار بلدتها، ومنعها ومن يعاني مثلها من أمراض مزمنة من الخروج من أجل تلقي العلاج.
وتحاول التحرك من فراشها الذي سئمت منه، فهو أشبه بالسجن، كما تقول، ولم تفارقه منذ أشهر بسبب مرض أصاب قدماها، فمنعها عن الحركة.
تطالب المسنة "عزيزة" الهلال الأحمر والأمم المتحدة بنقلها إلى مشفى مختص خارج البلدة المحاصرة لعلاجها بعد تدهور حالتها الصحية.
وتحاصر ميلشيا حزب الله اللبناني وقوات النظام أكثر من 40 ألف مدني في مضايا منذ تموز/يوليو 2015، ورغم موافقة النظام على إدخال مساعدات إغاثية للبلدة بداية العام، إلا أنها خالية من الأدوية ولقاحات الأطفال، وتقتصر على مواد غذائية مكونة بشكل أساسي من البقوليات.
وكان توفي  الطفل "محمد أكرم شعبان"، يوم الاثنين الفائت، بسبب نقص الغذاء الحاد، وقالت شقيقته لبلدي نيوز،" إن الهلال الأحمر دخل إلى مضايا، يوم الأحد، وحاول إخراجه من أجل علاجه خارج البلدة، لكن ميلشيات حزب الله وقوات النظام التي تحاصر البلدة رفضت السماح لهم بذلك".


يقول الطبيب محمد يوسف، وهو رئيس الهيئة الطبية في مضايا وبقين، "لدينا 53 مريضاً بينهم المسنة "عزيزة" في حالة حرجة، يجب نقلهم لتلقي العلاج في مشافي متخصصة خارج مناطق الحصار".
وأوضح اليوسف، في حديث لبلدي نيوز، أنهم يحاولون في النقطة الطبية مساعدة المرضى بالأدوية المتوفرة، ولكنهم بحاجة إلى دواء "بيبون الدم" وهو غير متوفر، إضافة لتغذية المرضى بالبروتين الحيواني (اللحم الأحمر، والحليب، والبيض، والخضار، والفواكه)، وهي غير متوفرة، كما أن السلل الغذائية المقدمة من الأمم المتحدة تقتصر على البقوليات.
وتعاني النقطة الطبية الوحيدة في مضايا وبقين -التي تتكفل مسؤولية علاج أكثر من مئات المرضى في مضايا- من نقص في الكوادر الطبية خاصة أن القائمين عليها طبيب واحد واثنين لم يكملوا دراستهم وممرضة واحدة.
ويحاصر الأسد وميليشيا "حزب الله" في بلدة مضايا وقرية بقين أكثر من 1200 مريض بحاجة للعلاج في المشافي التخصيصية خارجهما، لآنهم يعانون من أمراض مزمنة، حسب المركز الطبي في مضايا.
تبقى حالة عزيزة وسواها من الحالات الشبيهة الموجودة في المدن المحاصرة من قوات النظام والميليشيات المساندة له، محط قلق مستمر من تدهور حالتهم الصحية مع الوقت، خاصة أن النظام يمتنع عن إخراجهم، والمنظمات الدولية تقتصر نشاطاتها على المطالبة والدعوات المستمرة له من أجل إفساح الطريق أمامهم لإخراج الحالات المرضية من مضايا.
يعتني بالسيدة العجوز جيرانها؛ فـ"عزيزة" ليس لديها أحفاد ولا أولاد، تقول لبلدي نيوز إنها لن تمل من محاولة النهوض على قدميها رغم مرضها، وسوف تبقى تحاول البقاء على قيد الحياة إلى أن تعرف ما تعاني منه من أمراض.

مقالات ذات صلة

إسرائيل تستهدف شحنة أسلحة قادمة من العراق إلى سوريا

نتنياهو: سنقطع الأوكسجين الإيراني عن حزب الله الذي يمر عبر سوريا

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

إسرائيل تكشف عن الأهداف والمواقع التي استهدفتها في القصير بريف حمص

غارات إسرائيلية على القصير بريف حمص

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن