بلدي نيوز- (ليلى حامد)
تزداد في إدلب والمناطق المحررة بوجهٍ عام ظاهرةُ اﻷطفال المشردين، التي باتت هماً يثقل كاهل المجتمع السوري. وليس من باب المصادفة أن يصبح ملف التشرد حديث الناس بكل شرائحهم وفي مقدمتهم المختصين.
تقول المربية خلود تقول، "من المؤسف أن نجد أطفالنا ممن فقدوا ذويهم قد امتهنوا التسول بطرق مختلفة؛ كبيع البسكويت أو العلكة أو أشياء بسيطة لكسب الرزق، الظاهرة باتت مستفحلة وتسترعي اهتمامنا لدق ناقوس الخطر".
إدلب ليست وحدها من تشهد مثل تلك المظاهر؛ فعموم المحافظات السورية بما فيها تلك الخاضعة لسيطرة نظام اﻷسد، تعيش ذات الحالة، وسبق أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمشهد، فتاة الشعلة في شوارع دمشق.
تقول خلود، "ﻻ يبدو أننا نلمح حلاً في اﻷفق.. إن أحد أبرز أسباب انتشار تلك الظاهرة، أن غيبت السجون العفنة أهالي أولئك الأطفال، أو قتلتهم آلة الحرب".
ﻻ توجد إحصائية دقيقة حول أعداد اﻷطفال المشردين، إﻻ ما توثقته كاميرات النشطاء، وما يشاهده الناس بأمّ أعينهم.
أمّا الأخصائية في علم الاجتماع الأستاذة أمل خليفة من إدلب فتبين أن من أسباب انتشار هذه الظاهرة؛ في المقام اﻷول الحرب والطلاق الذي يعد سبباً رئيساً، وكذلك الفقر الذي حرمهم من التعليم وأجبرهم على التسكع في الطرقات طلباً للمال".
أصواتٌ خجولةٌ ظهرت مؤخراً تنادي برعاية الأطفال، لكنها لا ترقى للمستوى المطلوب لأن المشكلة واسعة، بحسب اﻷستاذة "أمل".
فقد طالبت النسوة في مراكز تمكين المرأة في إدلب والمنتشرة بكثرة؛ إيجاد إحصائيات دقيقة لهذه الظاهرة؛ لإيجاد سبل العلاج لها، كافتتاح مراكز خاصة للأطفال اليتامى ممن لا يكفل أحد رعايتهم لتأهيلهم من جديد، ورعايتهم وتأمين تعليمهم ضمن المراكز التي تشرف عليها المجالس المحلية كل حسب منطقته.
يشار إلى أنّ المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان بيّن أوضاع الأطفال اللاجئين في دول الشرق الأوسط بأنها تزداد سوءاً؛ لكن معظم التقارير ﻻ تتطرف إلى إحصائيات حول لتشرد في الداخل، سواءً في مناطق النظام أو المعارضة.
ظاهرةُ التشرد بين اﻷطفال من الطبيعي أن تزايدها سينعكس سلباً على الواقع اﻻجتماعي للدولة السورية في المستقبل، ما يستدعي فتح باب السؤال بوجه المعنيين، إلى متى؟