بلدي نيوز – دمشق (طارق خوام)
أكد مصدر ميداني من "فيلق الرحمن"، ثاني أكبر فصيل في الغوطة الشرقية، أن خسائر قوات النظام وميليشياته الطائفية بلغت مئات العناصر وعشرات الآليات بالمعارك الدائرة في منطقة "مرج السلطان" بغوطة دمشق الشرقية، وذلك منذ بدء حملة النظام بتغطية من الطيران الروسي منذ ثلاثة أشهر.
المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن "أبو نعيم يعقوب" قال لبلدي نيوز: "أكثر من 400 عنصر للنظام بينهم مقاتلين من جنسيات مختلفة، بعضهم من ميليشيا (حزب الله) اللبنانية، لقوا مصرعهم، منذ بدء حملة النظام على منطقة مرج السلطان، كما خسر النظام أكثر من 20 آلية ومدرعة، بعضها عُطب والآخر دُمّر بشكلٍ كامل، علاوة عن تدمير بعض المناطق التي تتحصن فيها قوات النظام ضمن الأماكن التي سيطرت عليها مؤخراً".
وأضاف "يعقوب": "محاولات قوات النظام في الاقتحام يخطئها العدو، خصوصاً من ناحية جبهة جوبر، وقد فاقت محاولات الاقتحام الـ 100 محاولة، أمّا بالنسبة لمحاولة الأخيرة من اقتحام جبهة الفضائية، فقد حاولت الاقتحام أكثر من عشرين مرة، لكن الثوار تصدوا لمحاولات الاقتحام بكل ما يملكون من السلاح والعتاد، وكبدوا النظام خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".
وتحاول قوات النظام مدعومة بميليشيات لبنانية وإيرانية وبغطاء جوي روسي منذ ثلاثة أشهر التقدم في منطقة المرج، حيث أن النظام يغير منطقة اقتحامه في كل هجوم له على المنطقة، إذ يقتحم الأخير المنطقة من أربع نقاط وهي، جوبر وعربين ودوما وحرستا، إلاّ أن محاولاته تبوء بالفشل في كل مرة.
وبعد هذه الفترة استطاعت قوات النظام السيطرة بالكامل على بلدة مرج السلطان بما تحتويه من قطع عسكرية ومنشآن حكومية، كما سيطرت على بلدة البلالية وتقدمت إلى حرستا القنطرة، أمّا عن قدرة غرفة العمليات على استرجاع النقاط التي سيطرت عليها قوات النظام، فإن "الإمكانيات العسكرية والخبرات القتالية، في ظل توحد الفصائل وتضافر الجهود يمكنها استعادة السيطرة على أي منطقة قد خسرتها سابقاً"، بحسب المصدر.
وعن سبب الهجمة الشرسة والإستماتة في السيطرة على هذه المنطقة بالذات، قال يعقوب: "تحاول قوات النظام التقدم في منطقة المرج وفرض سيطرتها على المطار، حيث يعتبر مطار المرج هو المطار الوحيد في الغوطة الشرقية، كما أنه يمثل رمزية للنظام تعيد له الثقة التي فقدها عندما سيطر الثوار على المطار في أوائل عام 2013".
وأشار إلى أن "استراتيجية النظام تكمن في الوصول إلى تل فرزات الاستراتيجي، ما يعني أنه سيسيطر على عدد من بلدات الغوطة الشرقية، وبالتالي خسارة مناطق زراعية كثيرة منعت النظام من حصار الغوطة الشرقية بشكل كامل، إذ يلجأ الأهالي لزراعتها، إضافة إلى استنزاف الثوار في الجبهة الشرقية وهي ناحية المرج".
وتتبع قوات النظام سياسة الأرض المحروقة، بمساندة جوية من الطيران الروسي، حيث أنه يستهدف جبهة المرج بالقنابل العنقودية والصواريخ الموجهة، في حين لا يمر يوم على الجبهة دون استهدافها من قبل النظام بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة.
تجدر الإشارة إلى أن (جيش الإسلام) بث مؤخراً شريطاً مصوراً على شبكات التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، يظهر مقتل العشرات من عناصر قوات النظام، اثناء محاولتهم التقدم في المنطقة (المرج)، والذي أكدته وسائل إعلام موالية لنظام الأسد، حيث أكدت أن 180 عنصراً لقوا مصرعهم بهذه الهجمة، مطالبة محاسبة من وصفته بـ "الخونة".