ثلاثة أعوام على تحرير جسر الشغور.. بوابة الحرية الصامدة - It's Over 9000!

ثلاثة أعوام على تحرير جسر الشغور.. بوابة الحرية الصامدة

بلدي نيوز – إدلب (محمد خضير)
مضى ثلاث سنوات على تحرير مدينة جسر الشغور من عناصر قوات النظام والميليشيات المساندة له، وذلك بعد انسحاب مئات العساكر من محافظة إدلب ومعسكر المسطومة والتمركز فيها، إضافة لوجود آلاف العناصر داخلها وعلى أطرافها الشرقية والغربية والشمالية.
ومع مرور مدة زمنية كبيرة على تحرير المدينة، لا تزال حمم نظام الأسد تتساقط على منازل المدنيين فيها من معسكرات النظام في سهل الغاب وجبلي الأكراد والتركمان، يقابلها صمود كبير من قبل الأهالي والمهجرين القاطنين فيها.

جسر الشغور المدينة التي ارتكب الأسد الأب مجزرة بحق أبنائها منذ 38 عاما، لا تزال أصداؤها حاضرة في أذهان أبناء المدينة الذين ثاروا على "الأسد" الابن مطلع العام 2011 ليجددوا رفضهم لنظام الظلم والاستبداد.
حيث انطلقت المظاهرات في جسر الشغور مطلع شهر نيسان عام 2011، واستمرت لمدة شهرين متتاليين، تلاها أول عمل عسكري في المحافظات السورية، حيث شنّ أبناؤها هجوماً على مفرزتي الأمن العسكري والبريد في المدينة، وقتلوا أكثر من 120 عنصراً للنظام، وأعلنوها أول مدينة محررة في سوريا.

جددت المدينة ثورتها على نظام الأسد الابن، إلا أنه أراد الانتقام منها ومحاولة إسكاتها وقمعها بآلاف العناصر وعشرات الحواجز، فلم يفلح في ذلك أمام إصرار أهلها من عسكريين ومدنيين، فبدأوا معركة بتاريخ 25-4-2018 حملت اسم معركة "النصر"، حيث تكللت بالنجاح خلال ثلاثة أيام، وأفضت إلى طرد آخر عنصر لنظام الأسد من المدينة، باستثناء المشفى الوطني الذي استغرق تحريره أكثر من أسبوعين، وقدم خلال التحرير عشرات الشهداء والجرحى.

تنفست جسر الشغور الحرية التي تلونت بلون الدماء في أول يوم من التحرير عندما ارتكب الأسد "مجزرة الصومعة" التي راح ضحيتها أكثر من 35 شهيداً وعشرات الجرحى.
حاول نظام الأسد الانتقام من أهل المدينة فشرع بقصفها بشكل يومي خلال العامين الماضيين وحتى اليوم، حيث تبادلت طائرات روسيا ونظام الأسد أدوار القصف، فدمرّت البنية التحتية ومئات المنازل، وأسفرت عن حركة نزوح كبيرة جعلت المدينة خاوية على عروشها، إلا قليلا.
وأهم ما دمرته الطائرات المشفى الميداني الوحيد في المدينة، إضافة لبعض النقاط الطبية الأخرى، حيث باتت المدينة بدون أي نقطة طبية، وأهم معلم أثري وهو الجسر الروماني القديم على نهر العاصي، إذ دمّر جزء كبير منه، كما دمرت أكثر من 10 مدارس، وأكثر من ستة مساجد، ناهيك عن المباني الرسمية ومباني الخدمات.
ولم يكتف النظام بذلك؛ بل انتهج سياسة القصف البطيء من قبل قواته المتمركزة في جورين، إذ تشهد المدينة ومنذ التحرير وحتى اليوم قصفاً شبه يومي، يتخلله بين الحين والآخر شهداء وجرحى، إضافة للدمار.

وتأتي أهمية تحرير جسر الشغور من كونها البوابة الرئيسة لمحافظة إدلب من جهتي ريف اللاذقية وسهل الغاب التي تسيطر قوات النظام وميليشياته على مساحات واسعة منهما.
وإذا ما تمت السيطرة على المدينة فسيكون من السهولة التقدم باتجاه باقي محافظة إدلب، حسب رؤية النظام، الذي عمل على ذلك بعد عام من التحرير، حيث حاول التحشيد للمعركة، لكنه اصطدم بمقاومة شرسة من الثوار، أحبطت فكرته بالتقدم نحو المدينة، فآثر القصف على التقدم.
إرادة الحياة والتمسك بالأرض لدى سكان المدينة، دفعهم مرات عدة للعودة، فما أن يهدأ القصف حتى يعود الناس إلى منازلهم، لكن تكرار القصف وشدته وتدمير المنازل حال دون ذلك، ومنع الكثير من الاستقرار فيها والسكن في الريف.

وتقع جسر الشغور شمال سهل الغاب على بعد 4كم، في منخفض تحيط به الروابي من جميع الجهات، تتاخم السفوح الشرقية لجبال اللاذقية، وهضبة القصير من الشمال، ويطل عليها جبل الدويلة من الشرق، وتبعد 47كم جنوب غرب مدينة إدلب، وتعد جسر الشغور نقطة عبور طبيعية إلزامية لنهر العاصي وجبال اللاذقية، بين حفرة الغاب جنوباً، وخانق دركوش شمالاً.

مقالات ذات صلة

النظام يفرق بين الأقارب مستغلاً عامل الخوف من الاعتقال

هزة أرضية تقدر ب4.4 ريختر شعر بها سكان حلب وإدلب واللاذقية

جامعة سورية تتقدم عشرة مراكز في التصنيف الحالي لموقع “ويبوميتريكس” (Webometrics) الإسباني

إصابة طفلين بقصف النظام أثناء جني محصول الفطر شمال شرقي إدلب

لماذا ينشط سوق المستعمل في الشمال السوري؟

هل تأثر سوق الحوالات المالية وأجورها في محافظة إدلب بعد الإعلان عن إفلاس شركة “الريس” المالية؟