بلدي نيوز
اعتبرت مجلة دير شبيغيل الألمانية، أن استعداد القوات المدعومة من إيران والمليشيات الشيعية للهجوم على قلب الثورة السورية بمحافظتي درعا وإدلب، بعد هجومه الكيميائي في دوما وسيطرته على الغوطة الشرقية؛ دقّ أجراس الإنذار في الأردن و "إسرائيل".
وأشار دومينيك بيترز المحلل السياسي بالمجلة إلى أن إعلان علي أكبر ولاياتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي الأسبوع الماضي، عن تمنيه إعادة إخضاع إدلب لسيطرة نظام بشار الأسد، عزّز التوقع بحملة عسكرية واسعة وغير محدودة المعالم لقوات النظام السوري على المحافظة المحاذية للحدود التركية، والتي تحولت لمأوى جديد لأعداد كبيرة من النازحين من مدن سورية مختلفة، ومركزا لقوى المعارضة التي غادرت الغوطة الشرقية.
وقال بيترز، إن الخيار الثاني للأسد -إضافة للهجوم الذي لن يستطيع كسبه بسهولة في إدلب- هو شن حملة عسكرية أخرى على درعا التي انطلقت منها شرارة الثورة السورية المطالبة بإسقاط الرئيس السوري ونظامه.
وأوضح أن درعا -الواقعة جنوبا على الحدود مع الأردن- تتبع رسميا لـ "مناطق خفض التصعيد"، ويخضع 70% من أراضيها لمجموعات مختلفة من قوى المعارضة.
ولفت الكاتب إلى أن الأردن الذي حاول لوقت طويل إبعاد نفسه عن الحرب الدائرة بسوريا ويستضيف نحو نصف مليون لاجئ من السوريين، يشعر سكانه بالانزعاج من احتمال شن الأسد وحلفائه الإيرانيين والمليشيات الشيعية هجوما جديدا قرب حدودهم.
وأوضح أن الأجهزة الأمنية الأردنية تراقب عن كثب وبقلق تطورات الأوضاع في جوارها السوري باعتبار أن أي حملة عسكرية لقوات الأسد وداعميها على مهد الثورة السورية، ستتجاوز تداعياتها زيادة احتمالات التصعيد بين إيران و"إسرائيل" إلى هز استقرار الدولة الأردنية، وفرار أعداد كبيرة من اللاجئين من المعارك التي ستدور بدرعا إلى الأردن المثقل بأعباء كبيرة من السوريين منذ سنوات.
وذكر محلل دير شبيغيل، أن تصعيدا وقع مؤخرا بين إسرائيل وإيران اختفى خلف عناوين أخبار الضربة العسكرية الأميركية البريطانية الفرنسية لنظام الأسد.
وأوضح أن هذا التصعيد بدا واضحا الأسبوع الماضي عبر الهجوم على قاعدة تدمر العسكرية السورية قرب مدينة تدمر وقتل خلاله عسكريون إيرانيون، وهو ما حمّلت إيران روسيا، إسرائيل مسؤوليته.
ولفت بيترز إلى أن مسؤولا عسكريا "إسرائيليا" رفيعا أكد وقوف جيشه خلف هذا الهجوم، متحدثا عن "المرة الأولى التي تهاجم فيها الدولة اليهودية أهدافا إيرانية حية".
وأشار إلى أن القتلى في الهجوم على القاعدة النظام الجوية هم سبعة مستشارين عسكريين إيرانيين تعتبرهم "إسرائيل" مسؤولين عن هجوم بطائرة مسيرة محملة بالمتفجرات، تم إسقاطها في شباط/ فبراير الماضي بعد اختراقها المجال الجوي في فلسطين المحتلة.
المصدر : الجزيرة