بلدي نيوز – (متابعات)
قال دبلوماسيون، إن مجلس الأمن الدولي يدرس إمكانية عرض اقتراح أميركي بتشكيل "آلية تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة" بشأن استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا، للتصويت اليوم الثلاثاء على الرغم من معارضة روسيا التي قد تستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع تبنيه.
وتقدمت الولايات المتحدة بمشروع القرار الاثنين بعد معلومات عن هجوم كيميائي مفترض في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، أدى استشهاد العشرات وإصابة المئات، ودفع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الى الإعلان عن قرار وشيك قد يتخذ بالقيام بعمل عسكري.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي لمجلس الأمن، إن الولايات المتحدة تريد تصويتا على القرار، مع أن روسيا أشارت إلى أنه يتضمن "بعض العناصر غير المقبولة"، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وصرح دبلوماسي في مجلس الأمن الاثنين أن "الولايات المتحدة تدفع باتجاه تصويت يوم الثلاثاء، مشيرا إلى أن "موقف الولايات المتحدة هو انهم يتفاوضون بنية حسنة لكن العالم ينتظر من مجلس الأمن التحرك".
ويعقد الخبراء اجتماعا لمناقشة مشاريع القرارات، لكن لم يقدم أي طلب بأجراء تصويت حتى مساء الاثنين، وتصر الولايات المتحدة على مسودة القرار وسط توتر شديد مرتبط باحتمال عمل عسكري أميركي في سوريا مع تأكيد ترمب ان "قرارات كبرى" ستتخذ خلال 48 ساعة.
وقال سفير روسيا في الامم المتحدة فاسيلي نيبينزيا لصحافيين بعد الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن "حسب ما نسمع حاليا، أخشى أن يكونوا يسعون الى خيار عسكري سيكون بالغ الخطورة".
وخلال الاجتماع الصاخب لمجلس الأمن، حذر السفير الروسي من أن ضربة عسكرية أميركية لسوريا قد يكون لها "عواقب خطيرة"، مشددا على أنه لم يثبت استخدام الكلورين أو السارين في الهجوم.
ودعت هايلي مجلس الأمن إلى التحرك لكنها شددت على أن الولايات المتحدة مستعدة للرد مع الامم المتحدة أو بدونها، وقالت "حان الوقت ليشهد العالم احقاق العدالة"، مشددة على أنه "بالحالتين، الولايات المتحدة ستقوم بالرد".
وتابعت هايلي "من فعل ذلك؟ وحده وحش قادر على فعل ذلك"، مؤكدة أن "الولايات المتحدة مصممة على رؤية هذا الوحش الذي أطلق قنابل كيميائية على الشعب السوري يحاسب على أفعاله".
وأكدت السفيرة الأميركية أن "روسيا وإيران لديهما مستشارون عسكريون في القواعد العسكرية التابعة لنظام الأسد وفي مراكز العمليات"، مشيرة إلى أن "هناك مسؤولون روس على الأرض يساعدون مباشرة النظام في حملاته العسكرية وغالبا ما تتولى قوات ايرانية تنفيذ العمل القذر
وتابعت المسؤولة الأمريكية "عندما يقصف النظام السوري مدنيين فهو يفعل ذلك بمساعدة من روسيا".
وأوضح السفير الروسي أن موسكو أبلغت الولايات المتحدة أنها لن تسمح بتعرض قواتها على الارض للخطر. وقال إن استخدام "القوة العسكرية تحت ذريعة واهية ضد سوريا حيث تنتشر قوات روسية بطلب من الحكومة الشرعية في البلاد، يمكن أن يؤدي الى عواقب خطيرة".
ويتطلب تبني القرار في مجلس الأمن موافقة تسع من الدول الأعضاء وعدم استخدم أي من الدول الخمس الدائمة العضوية فيه حق النقض (الفيتو)، والدول الخمس هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين.
واستخدمت روسيا الفيتو 11 مرة في المجلس لمنع تبني قرارات تستهدف حليفتها سوريا.
ورأى ريتشارد غوان خبير الأمم المتحدة من المجلس الأوربي للشؤون الخارجية أن "مشروع القرار الأميركي هو فخ للروس الذين لن يكون امامهم من خيار سوى التصويت بالفيتو".
وتابع أن ذلك "قد يعطي الولايات المتحدة وربما فرنسا ذريعة لشن عمل عسكري"، مشيرا إلى أن "جميع الاطراف تعرف ما يحدث والروس يتوقعون بالفعل عملا عسكريا اميركيا بسبب الغوطة منذ فترة"، مضيفا أن "كل ما علينا هو أن نأمل في ألا تبالغ موسكو في ردها عندما تأتي الضربات".
وقد صرح نيبينزيا للصحافيين بعد الاجتماع "أخشى انهم يسعون أكثر إلى الخيار العسكري الذي هو خيار شديد الخطورة"، معتبرا أن هذا الخيار "خطر ليس على سوريا فحسب وإنما على العالم (...) وعلى السلم والأمن الدوليين".
وينص مشروع القرار الأميركي الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه على تشكيل "آلية تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة" (يونيمي) بشأن استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا، يكون تفويضها صالحا لمدة عام قابل للتجديد. ويشبه المشروع الجديد مشروعاً آخر قدمته واشنطن في آذار/مارس الماضي ورفضته روسيا.