بلدي نيوز – (متابعات)
ولد "فان غوخ" في 30 مارس 1853 في جروت زندرت بهولندا، كان والده ثيودورس وزير دولة، ووالدته "آنّا كورنيلاكاربينتوس"، فنانة مزاجية نقلت حب الطبيعة والرسم والألوان المائية إلى ولدها.
"سيأتي يوم تصبح فيه هذه اللوحات لدى الآخرين أغلى من حياتي"، هكذا قال الرسام الشهير الذي كافح لمقاومة الاضطرابات النفسية والعقلية التي عانى منها، وظل فقيرًا وغير معروف طوال حياته، حتى توفي فان غوخ في فرنسا في 29 يوليو 1890، في سن ال 37، إثر إصابة ناجمة عن طلق ناري.
يعد فنسنت فان غوخ أحد أهم الفنانين الانطباعيين من القرن العشرين وأحد أكثر الشخصيات تأثيراً وإبداعاً في تاريخ الفن، وبالرغم من الشهرة العظيمة التي حظيت بها أعماله إلا أن شخصية هذا المبدع محاطة بالكثير من الغموض والتساؤلات.
لم تكن بداية مشوار فان جوخ الفني سوى مصادفة، حيث أنه كان يحاول التخفيف عن نفسه من خلال الرسم بعدما طرده والداه من منزلهم بسبب فشله في الحصول على وظيفة.
حاول فان غوخ العمل في وظائف متعددة كبائع قطعٍ فنية ومعلم وأمين مكتبة وقسيس، ولكنه فشل وتم طرده من جميع هذه الوظائف لأسباب مختلفة.
في مدة لا تتجاوز الثلاث سنوات، قام فان غوخ برسم أربعة وثلاثون لوحة لنفسه، من السهل اتهام فان غوخ بالغرور بسبب حبه لرسم نفسه، ولكن السبب الرئيسي وراء ذلك هو الفقر العاطفي والمادي الذي عانى منه طيلة حياته.
في عام 1888 تعرض فان غوخ لنوبة عصبية حادة لجأ بعدها لمصحة نفسية في جنوب فرنسا، استمرت فترة علاجه عدة أشهر ورسم أكثر لوحاته شهرة "ليلة النجوم" أثناء إقامته في المصحة.
بالرغم من كونها اللوحة التي جعلت من فنسنت فان غوخ اسماً فنياً ذا قيمة، إلا أنها لم تنل على إعجابه واعتبرها أحد أعماله الفاشلة.
في فبراير 1888، استقل فان غوخ القطار إلى جنوب فرنسا. وانتقل إلى "البيت الأصفر الصغير" وصرف أمواله على شراء الألوان بدلًا من الطعام. عاش على القهوة والخبز، ووجد نفسه مريضًا، وقبل مرور فترة طويلة، أصبح واضحًا أنه بالإضافة إلى المعاناة من مرض جسدي، كانت صحته النفسية آخذة في الانحدار، ومن المعروف عنه أنه اعتاد على شرب التربنتين وأكل الألوان الزيتية.
ولولا جهود جوانا زوجة ثيودور فان غوخ لما حظي فنسنت بهذا القدر من الشهرة في مجال الفن، حيث ورثت جوانا بعد وفاة فنسنت وثيودور فان جوخ العديد من اللوحات التي رسمها فنسنت، وأخذت على عاتقها مهمة نشر أعمال فنسنت للمتاحف المختلفة حول أوروبا.
وفي فترة لا تزيد عن عشر سنوات رسم فان غوخ ما يقارب الـ900 لوحة، وباع طوال حياته لوحة واحدة فقط، ولم ينل الرسام العظيم شهرته إلا بعد وفاته بسنوات.