بلدي نيوز – (عبدالعزيز الخليفة)
سخرت لوحة كوميدية بمسلسل "كونتاك" السوري، من ضحايا هجمات النظام الكيماوية على المدن السورية، واتهمت منظمة الدفاع المدني السورية المعروفة باسم "القبعات البيضاء"، بفبركة مشاهد القتل الجماعي التي يقوم بها النظام من خلال استهداف المدن الثائرة بالسلاح الكيماوي، وأدى اللوحة كل من (أمل عرفة وحسين عباس وغادة بشور مع ممثلين آخرين).
ودفعت اللوحة آلاف السوريين إلى انتقاد المسلسل والقائمين عليه من خلال نشر مقطع مصور للوحة على صفحاتهم، كما تضامن النشطاء مع منظمة الخوذ البيضاء من خلال وضع شعارها كصورة شخصية أو نشر بعض أعمال المنظمة الإنسانية على حسابتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
وكتبت الفنانة السورية، سوسن أرشيد عبر صفحتها بموقع فيسبوك، "ما بستغرب من ممثلين مقضيين وقتهون عم يهرجوا لشركات الإنتاج وللدولة ويلي فوق ويلي تحت ويلي بالنص ليحصلوا على دور او شبه دور إنّو يبيضوا صفحة النظام ويدعسوا على جثث الأطفال يلي ماتوا قدّام أهاليهون وهنن عم يختنقوا من كيماوي قائدكون وجيشو وطيرانه" مضيفة "ما بستغرب تعملوا اي شي لتضلوا تشاركو بالمهزلة العظيمة يلي مسمينها دراما بس بحب تعرفوا إنّو حتى بأحلامكون مارح تحلموا تمرقوا من جنبها للريد كاربت بهوليود انتوا كتير عليكون تمشوا وراسكون بالأرض وفوقوا البسطار للأبد للأبد".
وشاركت الفنانة السورية يارا صبري صفحة الخوذ البيضاء على صفحتها في فيسبوك، وكتب بمشاركتها "تحية الى أبطال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، مهما حاولوا تشويه الحقيقة ستبقون منارة للإنسانية ".
ويعرض مسلسل "كونتاك" على قناة "لنا" الموالية لنظام الأسد، وهو من إنتاج شركة "إيمار الشام" ويملكها رجل الأعمال سامر الفوز، المقرب من رأس النظام بشار الأسد، وكتب المسلسل شادي كيوان وأعدته رانيا الجبان وأخرجه حسام قاسم الرنتيسي، وبطولة مجموعة من الممثلين السوريين، أبرزهم أمل عرفة ومحمد حداقي وشادي الصفدي، وغادة بشور، وحسام تحسين بيك.
وبدأت منظمة الدفاع المدني السوري العمل في عام 2013 بعد تصاعد قصف النظام على المناطق السورية المحررة، ومنذ 2014، باتت تعرف باسم "الخوذ البيضاء" نسبة الى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم، ومعظمهم من الرجال. لكن بوجود أيضا نساء يشاركن في عمليات الانقاذ ضمن فرقهم.
وتعرّف عليهم العالم بعدما تصدّرت صورهم وسائل الإعلام وهم يبحثون بين الانقاض عن أشخاص عالقين تحت ركام الابنية ، أو يحملون أطفالا مخضبين بالدماء الى المشافي.
وتلقى عدد منهم تدريبات في الخارج، قبل أن يعودوا إلى سوريا لتدريب زملائهم على تقنيات البحث والإنقاذ، وقد استشهد وأصيب منهم المئات خلال عمليات الانقاذ، كما تعرضت مراكزهم وفرقهم لاستهداف مباشر أكثر من مرة من قوات النظام والقوات الروسية.
وتتلقى منظمة "الخوذ البيضاء" تمويلا من عدد من الحكومات بينها بريطانيا وهولندا والدنمارك وألمانيا واليابان والولايات المتحدة.
وكانت ترشحت المنظمة السورية لنيل جائزة "نوبل" للسلام في 2016، لكنها لم تحصل عليها. غير أن "الخوذ البيضاء" حصلت في العام ذاته على جائزة المنظمة السويدية الخاصة "رايت لايفليهود" السنوية لحقوق الإنسان التي تعد بمثابة "نوبل بديلة".
و بدابة الشهر الجاري حصلت المنظمة السورية على جائزة (إيلي ويسل)، في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي جائزة مخصصة للأشخاص المعروفين عالميا بالوقوف ضد الكراهية، والعمل ضد المجازر الوحشية، يمنحها متحف الهولوكوست بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي أعلى جائزة من المتحف.