بلدي نيوز – (أحمد العلي)
يعدُّ شهر شباط الشهر الأسوأ على مدى سنوات الثورة السبع الماضية بالنسبة لمحافظة حماة، وكذلك تاريخيا، حيث ارتكب فيه النظام العديد من المذابح والمجازر منذ تولي آل الأسد الحكم في سوريا عبر حافظ الأسد وحتى زمن بشار الذي يواجه ثورة شعبية منذ 15 آذار 2011.
ويجمع هذه الجرائم والمذابح المتكررة قاسم مشترك وهو الزمن، وبالعودة للخلف نجد أن الأب حافظ في الشهر الثاني (شباط) من عام 1982 ارتكب مجزرة رهيبة في محافظة حماة لا ينساها السوريون حيث قتل آنذاك أكثر من 40 ألف مدني أغلبهم نساء وأطفال، كما هجر واعتقل في سجونه عشرات الآلاف، ودمر أحياء بأكملها، بعدما شن عملية عسكرية ضخمة شاركت فيها معظم الألوية العسكرية بقيادة رفعت الأسد.
مدير مكتب التوثيق في محافظة حماة "جواد الحموي" قال لبلدي نيوز: "في شهر شباط عام 2012 كانت مدينة حماة على موعد جديد ومجزرة جديدة بعد أن قامت عناصر قوات النظام مدعومة بالشبيحة بقتل العشرات من خلال القصف والقتل في المظاهرات والقنص ليصل عددهم إلى 165 شهيدا وأكثر من 200 جريح".
وتابع الحموي "في السنة التالية وفي نفس الشهر (شباط) كررت قوات النظام السيناريو نفسه من قتل واعتقال وتعذيب ليتم توثيق 180 شهيداً في مدينة حماة ومع بدء عام 2014 ارتكبت واحدة من أعنف المجازر التي ارتكبتها قوات النظام في شهر شباط حيث قتلت قوات النظام الكثير، وتمكنا من تسجيل 206 شهداء من أبناء المحافظة، أما في 2015 بالشهر ذاته فارتقى 53 شهيداً بينما في عام 2016 وصل عدد الشهداء إلى 80 شهيدا".
أما شباط 2017 فكان شاهدا على مجزرة جديدة لم يكن أحد يتوقعها، حيث أقدم "لواء الأقصى" التابع لتنظيم "جند الأقصى" المقرب من "تنظيم الدولة" على تنفيذ أكبر عملية إعدام بحق مقاتلي جيش النصر التابع للجيش السوري الحر في منطقة "الخزانات" قرب مدينة خان شيخون بريف إدلب، بعد أن اعتقلهم بشكل متقطع بملاحقتهم على الطرقات ومداهمة مقراتهم العسكرية واختطافهم من حواجزهم المنتشرة في المنطقة، وأغلبهم من ريف حماة، إضافة إلى أسر عدد منهم من نقاط رباطهم على جبهات القتال، حيث قام بتصفية أكثر من 130 مقاتلاً وآخرين من المدنيين.
"كفرزيتا" في الريف الشمالي لحماة بمفردها استقبلت حوالي 30 شهيداً آنذاك، في مجزرة مروعة لن ينساها أهالي المحافظة التي كانت مسرح العمليات لـ"جند الأقصى" وبداية اشتعال القتال بينهم وبين "هيئة تحرير الشام".
ومع بداية شهر شباط من عام 2018 ارتكبت الطائرات الروسية مجزرة في مدينة "كفرنبودة" استشهد على إثرها عشرة مدنيين وجرح آخرون. ليؤكد شباط أنه شهر الدم بالنسبة لهذه المحافظة!.