بلدي نيوز - حمص (محمد أنس)
بعد أن أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يوم الخميس الفائت عن بدء إدخال مواد غذائية ومساعدات أخرى لمحاصري حي الوعر آخر أحياء المعارضة السورية في مدينة حمص، لتشمل هذه المساعدات بحسب اللجنة الدولية أكثر من 100 ألف شخص في الحي، وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، وتنفيذا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين النظام وممثلين عن فصائل المعارضة، بإشراف أممي، فعلا تم إدخال المساعدات الإغاثية، لكن المفاجأة كانت بفساد تلك المساعدات، واحتواء بعضها على الحشرات والديدان، وفساد المدة المحددة لاستعمال تلك المواد التي لم ترق إلى مستوى التطلعات المنشودة للمحاصرين منذ عامين.
ونشر ناشطون صورا لمجموعة من المواد الغذائية المقدمة من منظمة الهلال الأحمر والأمم المتحدة، حيث بدا واضحا فساد تلك المواد وتلوثها بما هو غير صالح للاستخدام، الأمر الذي لاقى موجة من السخرية والاستهزاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الناشط الإعلامي بيبرس التلاوي من حي الوعر المحاصر لشبكة بلدي نيوز، إن "المساعدات كانت من المفروض إن تضم مجموعة من المستلزمات الطبية ومواد بناء أساسية تستخدم لتعزيز العزل لمواجهة البرد، وتحسين مرافق المياه والصرف الصحي في 13 مركزا من مراكز النازحين في حي الوعر، إلا أن المفاجأة قد أرهقت الأهالي المنتظرين للمعونات الغذائية المفقودة في الحي، وفاجأتهم بكونها منتهية الصلاحية، ويغلب على بعضها الروائح الكريهة".
وتوصلت الحكومة وفصائل المعارضة في حي الوعر في وقت سابق من الشهر الجاري، إلى اتفاق بإشراف الأمم المتحدة ينص على خروج المقاتلين المعارضين على مراحل من الحي، حيث بدأ تطبيق الاتفاق منذ أيام بإدخال أولى قوافل المساعدات الإغاثية إليه.
ويعتبر حي الوعر أخر معاقل مقاتلي المعارضة في مدينة حمص، ولم تتمكن قوات النظام السوري المدعومة بميليشيات حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني فضلا عن المجموعات العراقية الشيعية من دخوله، رغم الحصار الخانق والقصف اليومي على الحي، ويقيم في حي الوعر حوالي 75 ألف نسمة مقابل 300 ألف قبل بدء النزاع في سوريا في آذار عام 2011.
وكانت الأمم المتحدة عقبت على حوادث تسمم أكثر من 100 طفل في بلدتي الزبداني ومضايا ببسكويت قبل نحو شهرين بالقول "إنها أرسلت المئات من صناديق البسكويت منتهي الصلاحية إلى بلدة "الزبداني" السورية المحاصرة التي تعرف هدنة بعد توقيع اتفاق بين الجيش الحر وبين إيران تحت إشراف الأمم المتحدة".
وقال يعقوب الحلو، المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، السبت إنه "تم للأسف إبلاغ الأمم المتحدة أن 320 من أصل 650 صندوق بسكويت عالي الطاقة، أرسلت إلى الزبداني ومضايا في إطار قافلة إغاثة في 18 تشرين الأول/ أكتوبر كانت صلاحيتها منتهية بالفعل في أيلول/سبتمبر 2015".
وأضاف الحلو "يمكننا أن نؤكد أن هذا كان نتيجة خطأ إنساني مؤسف خلال عملية التحميل". وتابع "وتجنبا للمخاطر، طلبنا من المجتمعات عزل البسكويت المنتهي الصلاحية، ونتخذ كل الإجراءات الممكنة لتعويض الشحنة في أقرب وقت ممكن".