بلدي نيوز - (حذيفة حلاوة)
واجهت الكثير من المهن والحرف والصناعات التي تمتد جذورها لسنين طويلة بدأها الأجداد حالة ركود كبيرة بسبب ظروف الحرب والقصف الذي طال البشر والحجر، فمنها وقفت واندثرت بعد ترك أصحابها مهنتهم بسبب عوامل عدة، ومنها من سعى أربابها لتطويرها أو الحفاظ على وجودها من الانقراض والذوبان.
"قاسم محاميد" أحد صناع الراحة الدرعاوية في المحافظة؛ قال عن مهنته: "أعمل بشكل يومي منفرد دون أي مساعدة ألا من ابني الذي لم يتجاوز من العمر عشر سنوات، فأنا الصانع والعامل والموزع وتاجر الجملة، والسبب الرئيس في ذلك هو ضعف الإمكانات المادية التي تغلب على سكان المناطق المحررة في درعا".
ورث "قاسم" مهنته عن والده وأجداده، قبل أن تحكم عليها آلة الأسد العسكرية بالركود والضعف الشديد، لتقترب من إفنائها، قبل أن يحييها أبنائها، فيقول المحاميد لبلدي نيوز: "منذ نعومة أظفاري علمني والدي أسرار صناعة الراحة التي تشتهر بها محافظة درعا أو كما يسميها أبناء مناطق أخرى من سوريا بالحلقوم، فهي مهنتي ومهنة أبي وجدي".
وأضاف المحاميد: "تعرضت هذه المهنة كغيرها من سائر الصناعات لأضرار كبيرة بسبب همجية النظام؛ فمن ضعف تسويق المواد، إلى تدمير عدد كبير من المصانع، قاربت تلك الصناعات من الاندثار بسبب تهجير أصحابها من البلاد بشكل كامل".
وأوضح المحاميد "أجبرت على الانقطاع عن مهنتي لعدة سنوات بسبب الأوضاع التي كانت تمر بالبلاد بسبب تدمير معملنا بشكل كامل نتيجة القصف، وقمت منذ فترة بالبدء بالعمل بمعمل صغير بالقرب من منزلي الكائن في أحد المزارع المحيطة في مدينة درعا، حيث يساعدني ابني محمد للعمل على إعداد الراحة عند انتهائه من دروسه, بهدف إعادة إحياء صنعتنا".
ونوه المحاميد إلى أن الراحة "تعتبر من أكثر السلع مبيعا في درعا فهي حلويات شعبية تتمتع برغبة كبيرة بين سكان المحافظة، بسبب شهرتها الكبيرة في المحافظة ورخص ثمنها".
وفي حديثه عن الصعوبات التي تواجه هذه الصناعة، قال المحاميد "من أهم الصعوبات التي تواجهها صناعة الراحة هي تأمين المواد الأولية للصناعة؛ ففي بعض الأحيان نجبر على الانتظار لأسابيع لتأمينها أحيانا مما يعطلنا عن العمل، بالإضافة إلى صعوبة التسويق بسبب ضيق الأسواق وضعف الإمكانات المادية للسكان؛ فنحن نتمنى أن تعود الراحة لتباع في أسواق باقي المحافظات دون أي معوقات".