بلدي نيوز - (مالك الحرك)
تتعرض غوطة دمشق الشرقية لحصار مطبق تفرضه قوات النظام بغطاء روسي، وبمساندة من بعض التجار في الداخل منذ أربعة أعوام، حيث تشتد وتيرة الحصار من حين إلى آخر حسب العقود الموقعة ومدتها بين التجار وقوات النظام وكأن الغوطة شركة استثمارية، كما وتفرض قوات النظام على التجار إتاوات عالية جدا تصل إلى 1000 ل.س على الكيلو الواحد.
واشتدت وتيرة الحصار منذ بداية أيلول من 2017 بعد انتهاء عقود التجار مع قوات النظام، وبالأخص التاجر المعروف باسم "المنفوش"، أحد أكبر التجار الذين يدخلون بضائع من دمشق إلى المناطق المحاصرة في ريفها وأهمها الغوطة، ومنذ إغلاق الطريق إلى يومنا هذا، ترتفع أسعار السلع الغذائية تارة تلوة الأخرى، إلى أن وصل سعر كيلو السكر من 1200 ل.س إلى 3000 ل.س وكذلك الملح والرز والزيت والسمنة، في حين فقدت من الأسواق العديد من السلع كالحمص والفول والفواكه والبيض، فضلا عن نفاذ أكياس البلاستيك ومواد لوجستية أخرى.
"زعتر قلبنا يابي" هكذا يقول الطفل "كرم" لوالده في كل يوم بعد أن أصبح "الزعتر" طعامه الوحيد في ظل ندرة البقوليات من حمص وفول والحليب ومشتقاته من لبن وجبنة وغيرها المشهورة على موائد الإفطار السوري، التي اعتاد أهل الغوطة تزيين مائدة إفطارهم بها رغم قلتها، تبقى أفضل من عدمها كما حالهم اليوم.
وفي حديث خاص لبلدي نيوز مع والد الطفل (كرم سامي أجانة) شرح معاناته في تأمين الطعام لأولاده الثلاثة الصغار، حيث قال أنه يخرج في صباح كل يوم معلنا بدء قتاله ضمن معركة الحياة والتي لا يعلم فيها إن كان سيعود سالما غانما أو أنه سيعود مهزوما مخذولا أمام أطفاله الجياع.
وقال (سامي): "إن عدت بالطعام فكانت ضحكة أولادي بما جلبت لهم هي النصر في معركتي طوال النهار، وإن عدت من غير طعام فزقزقة بطونهم الخاوية والتي سيملأها (الزعتر) هي الهزيمة بحد ذاتها والخذلان".
حال الأب (سامي) مع أطفاله كحال ألاف الآباء في الغوطة الشرقية، التي تعاني من الحصار وغلاء كبير بالأسعار، بسبب تحالف النظام و"التجار".
الجدير بالذكر أن معظم أهالي الغوطة الشرقية كانوا يعملون بالحرف الصناعية من نجارة موبيليا ومفروشات وطيان وبلاط وحداد، والتي توقفت تماما بسبب انقطاع الكهرباء والحصار المفروض، ما تسبب بحالة بطالة يعاني منها جل الأهالي.
