بلدي نيوز - (حسام محمد)
التطورات الميدانية على الساحة السورية، وخاصة تلك التي تدير رحاها القوات العسكرية الروسية، تكشف وتؤكد بأن موسكو ماضية في خيار واحد في سوريا، وهو الإبقاء على الأسد في صدارة المشهد السياسي، وأن كل ما يدور في ملاعب السياسة الدولية، حول "مرحلة انتقالية" دون الأسد، ليست سوى ديباجة سياسية سوف تكشف الأيام كذبها.
القوات الروسية بحسب العديد من التقارير العسكرية للوكالات التابعة لها، تشير إلى إعادة وزارة دفاع بوتين تسليح النظام بالآليات والمقاتلات والحوامات والمعدات اللوجستية التي خسر منها الأسد أعدادا كبيرة في سوريا، في رسالة عسكرية يبعثها الروس للسوريين، بأن الحرب مستمرة حتى "الانتصار الكامل" للنظام.
قاعدة حميميم العسكرية الروسية والعديد من الوسائل الإعلامية الروسية، أكدت تسليح الروس للاسد بالعديد من أنواع الأسلحة الثقيلة البرية والبحرية والجوية، خلال فترات مفاوضات "خفض التصعيد"، فيما عززت بعض الوكالات روايتها بمشاهد وصور لإعادة تسليح جيش الأسد مجدداً.
اليوم الجمعة 18 آب 2017، أشارت قاعدة حميميم العسكرية الروسية على الساحل السوري، بأن الدفاع الروسية سلحت الأسد بسلاح مدرعات جديد، مؤكدة تسليح الأسد بمدرعات برمائية متعددة الإستخدام تحمل اسم "م ت- ل ب"، والتي تحمل بدورها العديد من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والمدافع.
فيما أكدت وكالة "سبوتنيك" الروسية، قيام الدفاع الروسية قبل أيام، بتسليم النظام سيارات شحن عسكرية ضخمة "ماز، كاماز" الروسيتين، وهي سيارات عملاقة مخصصة لنقل قواعد المدافع الثقيلة،.
وفي الحادي عشر من شهر آب/أغسطس 2017 الحالي، أكدت مصادر إعلامية روسية، قيام الدفاع الروسية بتزويد الأسد بطائرات مروحية من طراز "مي24 بي"، والتي تُعرف لدى الروس والنظام وحتى السوريين بأنها طائرات البراميل المتفجرة، وهذا ما أكدته الوكالة الروسية آنذاك وقالت: "هذه الطائرات سوف تستخدم قنابل محلية الصنع" في إشارة ضمنية منها إلى سلاح البراميل المتفجر.
من جهته، علق المحرر العسكري لبلدي نيوز على أخبار إعادة تسليح جيش النظام بالقول:" روسيا التي تعبر حالياً أحد مصادر تسليح الأسد المهمة، ما تزال تقدم له الأسلحة المستهلكة في جيشها، والتي انتهى عمرها الافتراضي، فهي تزود النظام بأسلحة مستخدمة سابقاً مثل دبابات T62m وطائرات مي 24، التي كانت في الخدمة في جيشها وأخرجتها من الخدمة، إضافة للكثير من الأعتدة التي صممتها خلال الحرب الباردة، ولم تعد مناسبة أو ذات قيمة حقيقية في أي حرب حديثة، فمثلا العربات المدرعة التي زودته بها أخيرا، تعود في تصميماتها لما قبل أكثر من 40 عاما، وهي متخلفة جداً مقارنة بما يحصل عليه الأكراد مثلا من عربات مدرعة أمريكية، ما يجعل الروس يحولون جيش النظام كالعادة، لمكان لبيع الأعتدة الفاسدة التي يريدون التخلص منها، ما يجعل هذا السلاح موجهاً للشعب السوري فعلياً، وليس لتقوية النظام عسكرياً لأي مواجهة عسكرية مع دول الجوار، وسبب فعالية هذا السلاح هو عدم وجود كم كافي من السلاح لدى الطرف المقابل، الذي يقاتل بالمتوفر من السلاح والذخيرة".
عملية إعادة تسليح وتذخير جيش الأسد تأتي في ظل الحراك السياسي الذي تقوده موسكو والعديد من الدول لإبرام اتفاقيات "خفض تصعيد" في سوريا، فيما لا تزال المعارضة السياسية السورية منشغلة بخلافاتها البينية الداخلية.