بلدي نيوز - (زين كيالي)
بالورود والأزر، واسى معقل حزب الله اللبناني في المنطقة الجنوبية، أمس الأحد، الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر القيادي الميداني "حسين العاصي" الذي انتهى من فترة علاجه داخل مشافي لبنان، واتجه الى مسقط رأسه في قرية "الأنصار" اللبنانية مقعدا معاقا، بعد أن دخل دمشق قائدا عسكريا، منخرطا في صفوف ميليشيا حزب الله اللبناني، فأصابه ثوار دمشق قبل نحو ثلاثة أشهر، إصابة شكلت له عاهة دائمة.
ووفقا لمصادر مقربة من حزب الله فإن القيادي "حسين العاصي" أعفي من جميع مهامه القتالية في صفوف الحزب، وانتهى به المطاف إلى الالتزام في ببيته مقعدا، متيمنا بعشرات المقاتلين أمثاله، والذين اعتبرهم المصدر "ضحايا الحرب السورية" بعد أن تم زجهم على جبهات القتال ضد الثوار، للدفاع عن المراقد والمقدسات الشيعية، وهي الحجة التي يبرر فيها الحزب دخوله المسلح على الأراضي السورية.
حالة من التململ تسود أهالي عناصر حزب الله المتواجدين في سوريا وخاصة أن أعداد قتلى الحزب في ارتفاع دائم، فضلا عن توافد الجرحى من أصحاب الإعاقات الدائمة. ومن المعروف أن أزمة حزب الله في الخسائر البشرية الفادحة التي تكبدها خلال الفترة الأخيرة، جعلته يدق ناقوس الخطر لجهة الحدود المترابطة مع سوريا خصوصا تلك الممتدة من رأس بعلبك مرورا بمشاريع القاع وصولا إلى جرود عرسال، ومن هنا فقد كان قد دعى الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أهالي وأبناء القرى الشيعية الممتدة على طول تلك الحدود للدفاع أنفسهم في حال حصول أي أمر طارئ، عازيا السبب إلى عدم وجود ما يكفي من العناصر للدفاع عنهم، الأمر الذي أثار حالة من الذعر والقلق في صفوف جمهور الحزب الشيعي، من تعبئة أبناء الجنوب اللبناني في محرقة لا نهاية قريبة واضحة المعالم حتى الآن.. وكان موقع جنوبية الشيعي اللبناني، المعارض لسياسات حزب الله، قد نشر سابقا عن وفد من أمهات قتلى الحزب في سوريا، ممن طلبن مقابلة نصر الله للاعتراض على مشاركة الحزب في القتال بسوريا، فيما أشار تقرير آخر للموقع إلى خلافات داخل الحزب. ونقل موقع جنوبية عن موقع "ليبانون ديبايت" أنّ "عددا من نواب حزب الله هدّد قيادته بتقديم استقالته من الحزب، في حال لم تتراجع تلك القيادة عن قرار إرسالها العناصر الى المستنقع السوري ليُقتلوا فيه بشكل غير مسبوق لم يشهده الحزب طيلة فترة ثلاثين عاما من قتال إسرائيل وغير إسرائيل".
ونقل الموقع عن أم لأحد قتلى الحزب قولها: "رفضت بشكل علني واحد تواجد حزب الله في عزاء ابنها ومنعت أيا منهم من تعزيته"، بحسب المصدر.. وانتقد الموقع متسائلا: "أين أصوات الشيعة العقلاء؟ أين صوت الرئيس نبيه بري؟ أين صوت المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الحاضر الغائب؟ أين صوت السيد علي محمد حسين فضل الله؟ فلو أن أصواتا وسطيّة موجودة داخل الطائفة هل كانت ستسكت؟".
وطالب الموقع بفتح الباب أمام الناس للتعبير عن رأيهم المخفي قسرا، ونقل معاناتهم، في وقت به من كل بيت قتيل أو قتيلان، في حرب لم تستفد منها سوى الدول الغربية التي قضت على موارد العراق وإيران.