بلدي نيوز – إدلب (أحمد رحال)
اختُزلت مراحل الثورة السورية في خان شيخون بآلامها ومعاناتها تارة وصمودها وتحديها تارة أخرى، بقصة "عبد الله ديوب" أحد أبنائها والذي فقد قدمه إثر قصف الطيران الحربي للمدينة، ولم تكن هذه فاجعته الأكبر.
بلدي نيوز التقت "عبد الله ديوب" ليتحدث عن قصته وآلامه ومعاناته وصموده في وجه النظام معلناً أن خان شيخون "لا تُذل ولا تموت"، بدأ عبد الله حديثه عن إصابته قائلاً: "منذ عام تقريباً حيث كنت نائماً أنا وابني ذو العامين وزوجتي على سطح منزلنا، قصفنا الطيران الحربي بالقنابل العنقودية صباحاً، ما سبب ببتر قدمي وقدم طفلي الصغير وإصابة زوجتي".
وتابع: "قامت فرق الدفاع المدني بإسعافنا ونقلنا إلى أحد المشافي بريف إدلب الجنوبي، لتبدأ المعاناة ويبدأ الألم، بين غياب المورد اليومي وفقدان ثمن الأدوية والعلاج، وآلام إصاباتنا، ولكن الأصعب هو استهداف الطيران الحربي المتواصل للمشافي والذي سبب لنا عائقاً كبيراً يزيد من عجز إعاقتنا".
ويضيف "ديوب" وهو يغالب دمعته، كانت إصابة ابني الصغير وفقده أحد أطرافه هي الفاجعة الأكبر لي، وسط عجزي عن شراء الدواء له، وهنا اتخذت قراري بأن أتحدى إصابتي وأمنح طفلي عزيمةً وصبراً على البلاء.
وشرح "ديوب" كيف قام بتركيب طرف اصطناعي لقدمه ولقدم ابنه، وعاد بعزيمة وإصرار لعمله بإحدى ورشات الخياطة في المدينة بعد علاج وتعب استمر شهوراً، الأمر الذي غير حاله حيث قال إنّ أموره أصبحت جيدة، إلّا أنّ قصف الطيران الحربي لمدينته خان شيخون يكسر من معنوياته ويزيد من خوفه على ابنه أكثر.
وعن سبب عدم نزوحه من المدينة قال ديوب: "رغم كل هذا القصف على المدينة وارتكاب الطيران المجازر بحقنا كمدنيين والذي لم يكن آخرها مجزرة الكيماوي، إلّا أننا نحاول أن نبقى في هذه المدينة حيث عملي ومنزلي وأهلي، وإذا نزحت أفقد العمل وأصبح بلا مأوى".